11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.64°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.64°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.62جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.83يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.83
دولار أمريكي3.65

عندما ركبت الطفلة إيناس "الكوبيل الملكي" بحثًا عن "الأمير"!

خبر: الحنطور..سعادة للمتنزهين وفرصة عمل للعاطلين

في إحدى ليالي الصيف وعلى ضوء القمر، كانت أسرة المواطن الغزّي "محمد عيسى" (40 عامًا) تقضي ليلة سمر حيث منتزه الجندي المجهول وسط مدينة غزة، في محاولة منها للهروب من روتين الحياة اليومي، وضجيجها المتصاعد.. وبينما كان أفراد الأسرة يتجاذبون أطراف الحديث وقع نظر الطفلة "إيناس" ذات الأعوام السبعة على عربة حنطور تتلألأ على جنبيها الأضواء ذات الألوان المختلفة، مندمجةً بتناغمٍ جذاب مع أزهارٍ صناعية جميلة.. بدأت "إيناس" تقفز مطالبةً والدها باستئجار العربة التي لم تجرب قبل ذلك طبيعة الركوب فيها، فوافق والدها.. لا بل وأشار على زوجته وأشقائها كي يشاركوهما متعة ذلك.. "إيناس" التي كانت في غاية السعادة أثناء الجولة، وقفت وصرخت بأعلى صوتها قائلةً للجميع: "الآن أنا الأميرة إيناس".. فرد عليها والدها وقد علت ضحكته: "إذن بات ينقصك الأمير الآن". [title]عائدٌ جيد..[/title] حنطور الشاب "عبد العال عبد العال" (24 عامًا) بات علامةً تجارية مسجلة له وحده في منطقة الجندي المجهول وسط قطاع غزة، لا يستوي بدون "طرقعة" حدوتيّ حصانه ليل المنطقة أبدًا.. ولكن كيف صارت هذه الفكرة البسيطة مشروعًا يكسب صاحبه رزقًا وفيرًا من خلاله؟ من أين أتت؟ وماذا كان رأس مالها؟ وكم ربحها؟ . في الأساس يعمل الشاب "عبد العال" حدادًا، ولكن ونتيجةً لتبعات الحصار على قطاع غزة، ومنع "إسرائيل" دخول المواد الخام أصبح العمل في قطاع الحدادة ضعيفًا جدًّا، مما جعله يفكر بشكلٍ جديّ بتغيير "الكار". على إحدى القنوات العربية، رأى "عبد العال" حنطورًا مصريًّا قديمًا يتجول في شوارع القاهرة، مصطحبًا مجموعةً من الأطفال، فما كان من الفكرة إلا أن عشّشت في رأسه فعكف على تنفيذها على الفور! وحول مراحل التجهيز للحنطور تحدث "محمد" بقوله: "أول شيء اشتريت حصانًا ذا مظهر جميل بمبلغ ستمائة دينار تقريبًا، ثم شرعت بعد ذلك في تصميم العربة وهي مصنوعة من الحديد بشكلٍ كامل، ثم بعد ذلك أضفت إليها المقاعد المريحة ومن ثم الغطاء العلوي والزينة والأضواء وصولاً إلى المسجل الذي لا غنى عنه"، متابعًا: "ما أعاقني هو تصميم الإطارات الحديدية الكبيرة والرفيعة، لكن إصراري على إنجازها جعلني أحاول مرارًا حتى نجحت". ويقدر "محمد" تكلفة صناعة الحنطور بـثلاثة آلاف دولار، أما العائد اليومي الذي يجنيه من وراء هذا المشروع فيتراوح ما بين 50 إلى 70 شيقلاً ويزداد في المناسبات وأيام العيد، معقبًا: "وأنا راضٍ والحمد لله عن هذا العائد". [title]إقبال كبير[/title] الفكرة ذاتها أعجبت "علاء راضي" (27 عامًا)، الذي كان عاطلاً عن العمل قبل أن يفكر في صناعة حنطور بسيط يتوافق وإمكانياته المتواضعة. يقول: "بالفعل نجحت في ذلك بعد أربعة أسابيع من العمل وأنا الآن صاحب عمل ولدي دخل يؤمّن لي احتياجات أطفالي الثلاثة". واستقدم الإيطاليون الحنطور إلى مصر مع نهاية القرن قبل الماضي وعرف باسم «الكوبيل الملكى» وكان مخصصًا للملك وزوجته، وكان يركبه في مصر الملك فاروق وعلية القوم. [title]فكرة مبدعة[/title] من جانبه وصف المحلل الاقتصادي "محسن أبو رمضان" فكرة الحنطور بالمبدعة، موضحًا أن المشاريع الصغيرة باتت عنصرًا أساسيًّا في تخفيض نسبة البطالة المنتشرة بين الشباب الغزي، وإحدى الدعائم الرئيسة للاقتصاد الفلسطيني والغزي على وجه الخصوص. ودعا الشباب الفلسطيني للبحث عن المشاريع الريادية والإبداعية دون الاتكال على الوظيفة العمومية، مطالبًا الجهات الحكومية بدعم هذه المشاريع وتوفير البيئة المناسبة لها.