تعود الحاجة اللاجئة أم محمد حمدان والتي هجرت من قريتها "السوافير" الغربية عام 1948، بالذاكرة إلى أيام اللجوء والتشرد لترصد لنا أهم محطات حياتها الأولى" وتصف السبعينية أم محمد العصابات الإسرائيلية التي اغتصبت أرضها في بلدة السوافير "بعديمي الرحمة والشفقة"، فقد دخلوا البلدات الفلسطينية من باب المجازر وتقتيل الأطفال وشق بطون النساء، على حد وصفها. فقبل خمسة وستين عاماً فقد الفلسطينيون أرضهم ووطنهم الذي عاشوا فيه لآلاف السنين فيما أصبح يعرف بالنكبة، ومع فقدانهم لوطنهم لم يفقد الفلسطينيون حقهم في العودة، حيث تؤكد الحاجة أم محمد أنها لا زالت تحلم بالعودة إلى بيتها الأول في قرية السوافير. وتتابع، "في كل صباح أتذكر أيام الطفولة وكيف كنا نلهو حول بيت الطين بكل براءة، حتى سرقت العصابات الإسرائيلية أو ما كان يعرف بعصابات "الهاغاناة" البسمة من شفاهنا وقلوبنا. [title]الثوب الفلسطيني[/title] وتنهدت الحاجة أم محمد التي ترتدي ثوباً تراثياً فلسطينياً مطرزاً وقالت لمراسل موقع "[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]": "هذا ثوبي فيه بصمة بلدتي السوافير، وتضيف "كل منطقة وبلدة بفلسطين لها بصمتها المميزة في ثوبها، ولا زلت أحتفظ به كما أحتفظ بحقي في العودة لبلدي المحتل". وأضافت السبعينية التي رسم الزمان على وجنتيها خارطته، في عام 1948 كان عمري 16 عاماً وأذكر بيارة الحمضيات التي كانت كل شيء في حياتنا، وأحلم في اليوم الذي نعود فيه لفلاحتها، وتابعت أذكر موقع بيتي وأحفظ مكانه, وأنا أوصي أبنائي وأحفادي بعد هذه الأعوام أن يعودوا لأرضهم مهما كلف الثمن". [title]مفتاح البيت[/title] أما اللاجئ الفلسطيني علي المدهون "أبو إبراهيم" فلا يزال يحتفظ بمفتاح بيته في بلدة المجدل المهجرة في العام 1948 بعد مرور خمسة وستين عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني. أبو إبراهيم 80 عاماً واحد من ملايين اللاجئين ممن شردوا عن أراضيهم قصراً على يد العصابات الإسرائيلية، ليستقر به الحال في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة خان يونس. يقول الحاج أبو إبراهيم لـ "[b][color=red]فلسطين الآن[/color][/b]"، الجد لثلاثين حفيداً، "نحن أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى ديارنا التي شردنا منها، فأحفادي لا يؤمنون إلا بالعودة للمجدل مهما توالت الكوارث والنكبات والمجازر فلن نفرط بهذا الحق". ويشير الحاج المدهون وهو يتكئ على وسادة في إحدى غرف منزله وسط مخيم خان يونس للاجئين، إلى بعض الصور المعلقة على جدران غرفته التي التقطت له قبل الهجرة، لتسيل على وجهه دمعة الاشتياق. [title]فلسطين الكنعانية[/title] وتقع مدينة المجدل كنعانية الأصل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كيلومتراً شمال قطاع غزة، وتعني المجدل القلعة أو مكان الحراسة، وسميت مجدل جاد، وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين. ويلتف أحفاد المدهون كل صباح حول جدهم ليستمعوا لحكايات بلدهم ليزدادوا شوقاً للعودة لديارهم. [title]أحفاد على درب الأجداد[/title] الطفل محمد 15 عاماً، أحد أحفاد الحاج أبو إبراهيم فيقول": بدنا نرجع للمجدل أرض جدودي ونعمرها من أول وجديد". بينما يقول أخيه إبراهيم 23 عاماً وهو طالب جامعي: "لم أعاصر النكبة، لكن ذاكرتي مليئة بأحداثها، فأحفظ تاريخ قضيتي عن لسان جدي، فهو الذي يعلمنا التاريخ الفلسطيني الحقيقي الواقعي، وستبقى هذه الذاكرة خالدة في عقولنا ولن ننسى الوطن مهما حاولوا أن يزيفوا التاريخ، فالاحتلال إلى زوال".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.