18.34°القدس
18.06°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.34° القدس
رام الله18.06°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: فرنسا.. قمة الانحطاط

لم أتمالك نفسي عن الكتابة حين وقع نظري صباحا، وأنا أطوف بين الأخبار، على خبر هو بالنسبة لي مفجع بقدر ما هو متوقع حين ينحرف الإنسان عن فطرته التي فطره الله عليها، وينحدر إلى أسفل سافلين. فرنسا أم الحرية والعطور، باريس مدينة الجن والملائكة كما كان يحلو لأديب انبهر بها أن يسميها، احتفلت أمس بانتصار أنصار زواج المثليين، حيث أصدر رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند القانون الذي يجيز الزواج بين مثليي الجنس في فرنسا، بعد أن صادق عليه المجلس الدستوري؛ ما يسمح بتطبيقه اعتبارا من حزيران المقبل. احتفل القوم لأنه برأيهم سادت قيمة المساواة؛ فمن الظلم أن نسمح للرجل من الزواج من المرأة، ولا نسمح له الزواج من رجل مثله، كما أنه من الظلم عدم السماح للمرأة من الزواج من امرأة مثلها! صحيح، كما أنه من الظلم أن يسمح للإنسان أن يمتلك حيوانا، في الوقت الذي لا يستطيع الحيوان أن يمتلك إنسانا. إنها حرب عالمية تستهدف الأخلاق والأسرة، بدأت شرارتها منذ بدايات القرن الماضي، وهي حرب تشهد أشكالا ومستويات تتناسب والمجتمعات التي تستهدفها، وصلت ذروتها في المجتمعات الغربية لوجود بيئة مناسبة عنوانها حرية بلا ضوابط، وها هي فرنسا تصر أن تكون أم الحريات؛ فانتصرت للشواذ وقننت علاقاتهم الشاذة. إنها سلوكيات مؤذنة بزوال الأمم والحضارات. الغريب أن بلد الحريات الذي انتصر للشواذ، يحظر لبس الحجاب، ولا يسمح للمرأة أن تلبس ما تريد، لكنه يسمح لها أن تخلع ما تريد، ألا يخدش ذلك مبدأ الحرية التي ينادون بها؟ حين تستباح الحرية تصبح كالكرة الطائشة تضرب بلا هدى، وتصيب في المقتل أحيانا. بالمناسبة أتدرون لماذا تميزت باريس بصناعة العطور، لأن أهلها في القرون الوسطى كانوا يعانون أشد المعاناة من الروائح الكريهة الناجمة عن قلة النظافة الجسدية، ولأن النظافة ليست من عاداتهم وتقاليدهم، فلجأوا للعطور لإخفائها لا لإزالتها