فالذين يعتبرون الآن وصمة عار في جبين المجتمع من الفوضويين والمتهورين والقتلة والسكيرين ومدمني المخدرات هم الذين تم إهمال تربيتهم عندما كانوا صغارًا ونتاج تركهم للشارع ليتولى أمرهم.. وأمام تقاعسنا وإهمالنا الحالي لأطفالنا وأبنائنا, يا ترى كيف ستكون نوعية الجيل القادم الذي سيملأ ساحاتنا وشوارعنا خلال أعوامٍ لاحقة؟ (انتهى).. [title]أسرة فاشلة = مجتمع منحدر![/title] "أم سائد" بدت وكأنها تردد عبارات كولن نفسها، حين اعترفت بأن المجتمع يعيش بالفعل أزمة تربية متغلغلة في الأسر والبيوت والشوارع. وبحسرة مضت تقول: "لم نعد نستطيع السيطرة على أبنائنا وشبابنا.. وكلما نظرت حولي أتساءل: هل بالفعل نحن فشلنا في رعايتهم وتربيتهم كما كنا نحلم؟ أين الخلل وأين المشكلة؟ وعزا الشاب إبراهيم خليل المشكلة في تربية الأجيال الجديدة إلى سوء اختيار الزوج لزوجته أو العكس منذ البداية، قائلاً: "زواج فاشل يساوي أسرة فاشلة. واقترحت الشابة سلمى مصطفى أنه مثلما يتم امتحان السائق قبل منحه رخصة لمزاولة القيادة يجب إعطاء رخصة لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج لإنشاء أسرة. [title]تبدأ من البيت..[/title] وحول "روشيتة" (وصفة) الدواء لهذه الآفة المتغلغلة في مجتمعنا الفلسطيني قال أستاذ علم الاجتماع والتربية في الجامعة الإسلامية الدكتور وليد شبير: "لمؤسسة الأسرة دور كبير في استئصال هذا المرض من المجتمع.. فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع ونما وبات قادرًا على العطاء". ومضى يقول: "إذا كانت الأمة تريد ضمان مستقبلها، ومواكبة الأمم المتقدمة أخلاقيًّا، عليها أن توجه عنايتها نحو أطفالها وأبنائها لأنهم سيكونون رجالها في المستقبل ولا يضيعوا جهودهم هنا وهناك..". وإلى جانب دور الأسرة في تنشئة الأجيال، هناك مؤسسات أخرى تساهم في التربية كـ" المدرسة, والمسجد, والنادي, والعائلة الكبيرة..". ويعتقد د. شبير أن المساجد في هذا العصر عادت إلى دورها التعليمي والتربوي، ونأت عن نفسها أن تكون أماكن للعبادة فقط، موعزًا إلى الدعاة بنصيحته ضرورة استثمار هذه الميزة، والعمل على تنمية "أخلاق القرآن" بكل تفاصيلها في أبناء المجتمع الفلسطيني منذ نعومة أظفارهم.