ألغت حكومة الاحتلال الإسرائيلي زيارة بعثة من منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للمنظمة الدولية (اليونسكو) لمدينة القدس، كانت مقررة اليوم. وادعت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "القرار اتُخذ بعد أن خنث الجانب الفلسطيني بوعوده السابقة بعدم تسييس الزيارة" وصوَّر وفد (اليونيسكو) بأنه "يشكل لجنة تحقيق دولية". وكانت بعثة " اليونسكو" وصلت الى القدس أمس الأحد لفحص مواقع الحفريات التي تجريها السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي أعقبه صباح اليوم الاثنين اعلان دولة الاحتلال إلغاء زيارة البعثة الدولية. وبحسب صحيفة الجيروزاليم بوست، فإن وصول وفد اليونسكو، بعد إبرام صفقة تسمح بموجبها "إسرائيل" بزيارة الوفد لقاء موافقة الفلسطينيين على تأجيل خمسة مشاريع قرارات مناهضة لـ"إسرائيل" في المنظمة. ونوه أحد مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي وصف الزيارة بأنها مهنية وغير سياسية، الى أن الوفد لن يزور الحرم القدسي الشريف، ولن يتعامل مع قضية جسر باب المغاربة. ويشار إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية هي التي تستضيف البعثة، "طالما ان إسرائيل هي المسؤولة عن المواقع الأثرية والمحافظة عليها"، - طبقا لما ذكره المسؤول الإسرائيلي. وكان بيان للديوان الملكي الأردني صدر الشهر الماضي بعد التوصل الى الصفقة، قال فيه بأن الأردن وفلسطين، وبدعم من الدول العربية "نجحوا في الضغط على إسرائيل للمرة الأولى منذ عام 2004 لقبول، وتسهيل مهمة بعثة خبراء اليونسكو لتفقد والتحقق في أوضاع المواقع الأثرية في البلدة القديمة وسورها". يشار الى أن روسيا والولايات المتحدة قامتا بالتوسط في نيسان الماضي لإعطاء الضوء الأخضر لهذه الزيارة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بذل جهودا حثيثة لخلق أرضية ملائمة لاستئناف المفاوضات، اشتملت (جهود كيري) تأجيل القرارات المناهضة للاحتلال التي أثارها الفلسطينيون في المنظمة. وتتمحور القرارات حول الحرم القدسي الشريف، وجسر باب المغاربة وبيت لحم والخليل وغزة. وتنص الصفقة أيضا على موافقة "إسرائيل" على حضور اجتماع باريس الشهر القادم الذي سيبحث قضية جسر باب المغاربة. وكانت "اليونسكو" أعلنت ضم البلدة القديمة في القدس الى قائمة التراث العالمي عام 1981، وبعد عام وضعتها في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر. وكانت آخر بعثة لها زارت القدس عام 2004، وكانت على المدار السنوات الثلاث الماضية تطالب بايفاد بعثة جديدة الى المنطقة الامر الذي ظلت اسرائيل ترفضه. وبحسب بيان اليونسكو، فإن الهدف من الزيارة هو "تفحص وضع آثار البلدة القديمة وأسوارها". وتتكون البعثة من خبراء مركز التراث العالمي التابع لليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع التاريخية ومن المركز الدولي لدراسات المحافظة وترميم الممتلكات الثقافية. ويتوقع ان تقدم البعثة تقريرها عن جولتها الراهنة الى الإجتماع السنوي للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة " اليونسكو" المتوقع ان يعقد في الأول من حزيران القادم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.