10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
16.23°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة16.23°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: كيف نمل مللًا تقليديًا

عمر الحادية عشر هو ذروة الروعة في حياتي. الحياة كانت رائعة. كنت أترأس شركة. شركة أسطورية. الرجاء الاستعداد لسماع قصة تأسيس شركة أسطورية كنت أشعر بالملل. كان لدي أوراق كثيرة (لا أتذكر من أين حصلت عليها). فقررت تأسيس شركة. وظفت فيها إخوتي وأخواتي. طردتهم. أعدت توظيفهم (لأن الشركة ستفشل بدون موظفين). أخبرت معلمة في المدرسة بشركتي. قالت: شركة ماذا؟ قلت: أي شيء، يعمل الموظفون أي عمل وأنا أوقع أوراق الموافقة على عملهم. الأوراق هي سبب تأسيس الشركة، لأن كثرتها أوحت لي بالحاجة إلى فعل شيء عظيم! عظيم!! عظيم!!! أغلقت الشركة; بسبب انشغال الموظفين بشرب الحليب ومشاهدة كارتون الصباح، وسخرية المعلمة من هدف الشركة. صحيح أنه لم يكن للشركة هدف أو فائدة، ولكن كان لديها شيء واحد وعظيم; كان لديها الكثير والكثير من الأوراق (التي لا أتذكر من أين حصلت عليها، من أين أكون حصلت على ذلك الكم من الأوراق؟ وكيف ولماذا؟ لماذا؟! لماذا؟!). شركة أسطورية. المشكلة التي تشغل بالي هي: هل القهوة لا تحتوي على سكر كافي، أو أنا لا أشعر بطعم السكر لأني أكلت قطعة شوكولاتة؟ أعتقد أن علي الانتظار للتأكد من ذهاب تأثير الشوكولاتة. أغلب كتب داني والس -الكاتب الكوميدي الذي أزعجتكم به في آخر التدوينات- تتحدث عن مغامرات قام بها بسبب الممل. في مرة وضع إعلان في صحيفة، وكتب فيه “انضموا إلي” مع طلب بإرسال صورة جواز سفر إلى عنوان بريده، وحزروا ماذا حصل؟ انضم أشخاص إليه وأرسلوا صورهم ومعلوماتهم، دون أن يعلموا ما هو هذا الشيء الذي انضموا إليه! وهو أصلًا لم يعلم لماذا جعل الناس ينضموا إليه. وفي مرة قرر الذهاب إلى بلدة لأن اسمها “والس” على اسمه، وفي مرة قرر صديقه مقابلة أشخاص حول العالم فقط لأنهم يحملون اسمه! وفي مرة قرر أن يقول “نعم” على كل طلب يتلقاه مهما كان، وفي مرة كنت لا أبدأ الجملة بعبارة “وفي مرة” ولكن على ما يبدو أنها ليست هذه المرة. :) [title]كيف نمل مثل العالم والناس[/title] بصراحة، نحن سيئون في الملل. بصراحة. قصة شركتي الرائعة -نعم الرائعة، أحد لديه أي اعتراض؟ :)- والتي تركت ذكرى جميلة (حولتها المعلمة الشريرة إلى ذكرى مؤلمة) لم تكن لتحصل لو كان لدي آيفونًا، أو حاسوبًا. فلو شعرت بالملل حينها، كنت سألجئ إلى الحاسوب، وكنت سأكتب تدوينة عن مشكلة تأخير سبيستون لعرض (داي الشجاع). لم تكن أوراقي الكثيرة لتوحي لي بتأسيس شركة، ربما كانت ستوحي إلي بالحاجة إلى تخبئتها تحت السرير لأتجنب مشقة رميها. الملل شيء عظيم يحفز الابتكار، وهو منبه لقدوم الوقت لفعل شيء جديد ورائع ومختلف عما نفعله في العادة. لكننا نفوت فائدة الملل بفعل ما نفعله كل مرة، وهو قضاء وقت على الإنترنت وعلى أجهزتنا التقنية. الإنترنت يشعرنا بأننا مشغولون، لأنه يقدم لنا معلومات كثيرة وسريعة تحتاج ردة فعل دون تفكير، وردة الفعل هذه تشعرنا بأننا مشغولون، في حين أننا نضيع الوقت في ردة فعل، وفي فعل شيء “عادي وغير مهم، وليس له تأثير على حياتنا”. [title]الملل التقليدي[/title] الملل التقليدي يمر بالمراحل التالية: مرحلة الاعتراف لأحدهم بالملل وقول “أوف، ملل” مرحلة الجلوس والاستلقاء مرحلة التفكير في أي شيء مرحلة فعل شيء لا يفعل في العادة، مثل: مساعدة شخص يبدو مشغولًا، تجربة طبخ طبخة في المطبخ، فعل شيء يتعلق بالاهتمام، كثيرًا ما نسمع أحدهم يقول شيء مثل “رسمت هذه اللوحة لأني كنت أشعر الملل” أو “بدأت هذا المشروع لأني كنت أشعر بالملل”. أما الملل الحالي، لا يمر بمراحل، وقد لا نشعر به، لأننا نكون مشغولين طوال الوقت بالإنترنت. وعند الملل نتوجه تلقائيًا إليه وإلى الأجهزة. وقد لا نشعر بالملل إلا عندما تتعطل التقنية. أحداث الحياة تكون متشابهة عندما نستخدم التقنية، ولا يحصل شيء بارز، شيء يترك أثر في الذاكرة، شيء يستحق أن نخبر به الآخرون أو أن نكتب عنه. اختصار الكلام السابق الذي يتحدث عن شركة أسطورية +قهوة+تصرفات غريبة قام بها كاتب كوميدي+الملل: اقتراح استغلال لحظات الملل في الملل (وذلك بتجنب التقنية كليًا)! فدائمًا دائمًا عندما نشعر بالملل، يفكر عقلنا في فكرة ليفعلها لأنه لا يحب ألا يفعل شيء، ولهذا السبب سنفكر غالبًا في فعل يضيف تجربة مختلفة إلى تاريخ حياتنا. الملل موجود لدفعنا إلى التفكير في فعل شيء (لم نكن لنشعر بالملل لو كان لدينا شيء لنفعله) الملل فرصة للتفكير في فعل شيء أفضل وشيء مختلف، التقنية تشغلنا عن هذا التفكير بإيهامنا بالانشغال. الملل… هو ما شعرتم به عند قراءة هذه التدوينة، :) وهو أيضًا فرصة لفعل شيء يضحكنا، يسلينا، ويترك ذكرى جيدة. في حال أردتم معرفة الحل لمشكلة القهوة: اتضح أن القهوة لا تحتوي على سكر كافي، وليس أن لساني متأثر بطعم الشوكولاتة. :) وفي حال أردتم معرفة طعم القهوة بعد إضافة السكر: سكر زيادة. وفي حال أردتم معرفة سبب ذكر القهوة في التدوينة: السبب مجهول، ومن المتوقع أن مصدره هو مصدر الشركة الأسطورية بحد ذاته.