أعلن العضو المستقل في بلدية طولكرم صابر عارف استقالته من عضوية المجلس البلدي بعد مضايقات كتلة "فتح" ورفضها للشراكة وقضايا هبات مالية منحت بشكل غير قانوني وهدر المال العام. وأوضح عارف في بيان صحفي أمس الأربعاء، أن استقالته جاءت لأن "الكتلة التي شكلت الأغلبية من حركة "فتح" تعاني من إشكاليات وأزمات بنيوية، يصعب بل يستحيل علاجها، لأنها مزمنة ومتأصلة في التكوين والنفس والفكر". وتابع "ليس أقل هذه الاشكاليات انها لا تملك إرادتها وقرارها فهما بيد غيرها... بيد أولى الأمر والمرجعيات المعروفة للجميع، وهذه الكتلة "فتح" مرتبطة بالتزامات واستحقاقات لا تستطيع تجاوزها حتى لو اقتنع كل واحد منهم بالراي الأخر، فالوضع والمستوى القائمين أصعب وأعقد مما قد يتخيله أحد". وأضاف "منذ البداية بدا رفض الكتلة المذكورة "فتح" لمبدأ الشراكة في المهام الرئيسة، فعند توزيع المهام على اعضاء المجلس البلدي كنا امام منطق وعقلية لا تؤمن بالشراكة مع الغير، إلا من باب الديكور والاستخدام، وتجلى ذلك عندما حسموا وحصروا تلك المهام الرئيسة وخاصة المهام المالية، بأيديهم دون غيرهم، وبهذا حددوا معالم الطريق!!" في إشارة ربما لقضايا فساد واختلاسات مالية لم يتحدث عنها صابر عارف. واشتكى عارف من ضعف الطاقات والقدرات الإدارية القيادية، سواء في ادارة المجلس البلدي أو في إدارة البلدية ككل، الذي تمثل بالعجز والترهل الإداري واسع النطاق، وتغييب للمجلس البلدي عن القضايا الرئيسة التي تناقش ويتخذ بشأنها القرارات في كل مكان إلا البلدية، وإذا ما اتخذت قرارات لا يرضى عنها أولو الأمر وأصحاب النفوذ تحال للمجهول". وذكر أدلة على ما وصفه "العجز الفاضح" بالقول: يكفي أن نعلم أن للبلدية ديونا على السلطة وعلى الآخرين بما يزيد عن 375 مليون شيكل, وهذا المبلغ كفيل بأن يعيد بناء طولكرم كمدينة نموذجية مرتين على الأقل".. مضيفاً "يؤسفني القول بأن ما يزيد عن نصف مليون شيكل صرفت للتغطية على العجز الإداري والجهل القانوني، حيث اتخذت قرارات غير قانونية بفصل تعسفي لعدد من العاملين في البلدية، ومن المفترض أن يتحمل مسؤولية هذا المبلغ من اتخذه، وليست ميزانية البلدية. وتطرق عضو المجلس البلدي إلى هدر المال العام من اعضاء كتلة "فتح" واعتمادهم على أوهام الدعم الخارجي المحدود خلال ميزانية 2013 واقامة مشاريع إرضاء لأطراف بعينها، وتدار هذه المشاريع بطريقة تستنزف الأموال والموارد، بالإضافة إلى حالات الفصل الوظيفي. وتابع "لا ادري لماذا وبأي حق, وما هي الحكمة العبقرية من إزالة نصب الشهداء (أنبل وأكرم بني البشر) من أمام مقر البلدية القديم؟!!، ليعاد تصميم الأرضيات بنفس الشكل القديم، وهذا ينطبق على تنفيذ مشاريع في مواقع أخرى، أليس هذا عبثا وهدرا للمال العام؟! ومن أشكال تبديد وهدر اموال البلدية، ما يقدم من هبات وعطايا بأشكال وصيغ مختلفة، وتحت عناوين شتى للجهات والهيئات ذات النفوذ وما اكثرها، فنادرا ما تمر جلسة بدون طلبات وهبات".