29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

حين ينقصُ الأجل.. ولا يزيد العمل..

خبر: من علامات المقت.. إضاعة الوقت!

إنه صباح الجمعة.. الشمس التي تسللت أشعتها عبر نافذة غرفة الجلوس كانت مزعجةً للغاية بالنسبة لشخصٍ لم ينم إلا بعد السادسة صباحًا –كون الغد عطلة رسمية-.. على الكنبة العريضة جسده مسجّىً بعد ليلةٍ حافلة جمعته وإخوانه كلهم حول شاشة التلفاز يتابعون الفيلم يتلوه آخر.. ولا مشكلة! إنها ليلة الخميس حيث تبدأ خطة اليوم التالي بالنوم إلى ما بعد الثانية ظهرًا. يستيقظ "أحمد" (21 عامًا) بطل المشهد، وعلى عجالة يصلي ظهر الجمعة منفردًا قبل انقضاء الوقت، ثم يلملم ما تبقى من "نعاس" كي يلحق بركب أصحابه الذين كانوا سبقوه إلى إحدى محلات "الكوفي شوب"، لمتابعة مباراة كرة قدمٍ يعشق لاعبيها حدَّ الهوس.. وطوال الجلسة لا حديث إلا في سفاسف الأمور (الحديث مع الفتيات عبر الانترنت- وصور فلان وعلان على موقع الفيس بوك- ونكات سخيفة- ومقالب.. وأخيرًا سكوت! فالمباراة ستبدأ).. وها هو وقت الجمعة مرّ فارغ المحتوى على إنسانٍ فارغ العقل!! هل سألتَ نفسك يومًا عزيزي القارئ كم من وقتك يضيعُ سدىً؟ وهل تعلم ما في الوقت من "نعمةٍ" تكسبك خيري الدنيا والآخرة؟ وكيف تستثمره بالشكل الذي يجعلك في الحياة إنسانًا ذا قيمةٍ إنتاجية؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها مدرب التنمية البشرية "إسماعيل أبو سعدة" في حوارٍ جدّ مفيد جمع "الشباب" وإياه: [title]أسباب إهدار الوقت[/title] سريعًا عرج أبو سعدة على أسباب إهدار الشباب للوقت حيث لا يملك معظمهم القدرة على تحديد أهدافهم المستقبلية، وبالتالي يتبقى لهم الكثير من الوقت الذي سيكون سببًا في دخولهم حالةً من الملل والتشتت، ناهيك عن ضعف الجانبين التربوي والديني لدى بعض الشباب، وإهمالهم لجوانب الثواب والعقاب. أما أكثر من يملأ وقتهم الفراغ القاتل فهم "خريجو الجامعات" الذين لم يتمكنوا من إيجاد مهنة يطبقون فيها مهاراتهم التي تعلموها، أو يكسبون منها رزقًا! يضيف: "فتراهم بين النوم الطويل والسهر وتضيع الأوقات في أشياء تجعلهم يهربون من الواقع المتمثل بالملل والفراغ الذي يعيشون فيه كما يبرر بعضهم". وللتربية الخاطئة دورٌ أكبر، إذ قد لا يؤدي الوالدان دورهما الصحيح المنوط بتعليم أبنائهم تنظيم الوقت منذ الصغر. [title]خطوات لبدء العمل[/title] يوضح أبو سعدة، أن العديد من الشباب يملكون الإرادة للخروج من قائمة مهدري الوقت، لكنهم لا يجدون من يأخذ بيدهم تجاه تحقيق ذلك، مستعرضًا بعض الخطوات السريعة التي تضمن لك عزيزي القارئ إن التزمت بها أن تحقق أهدافك بصورةٍ ممتازة. أولاً –والحديث له- تحديد الهدف بوضوحٍ كامل، وربطه بموعد زمني لتحقيقه، وعلى الهدف أن يكون واقعيًّا يقتنع به صاحبه بنسبة 100%. أما ثانيًا فيكمل موجهًا حديثه لكل شاب: "ضع الأفكار التي تنوي تحقيقها في نوتة ملاحظات كي لا تنساها مع مرور الوقت وكثرة الأعمال. مؤكدًا: "اقرأ ثالثًا تلك الأفكار، وحاول أن تجعلها متسلسلة بصورة جيدة، فالهدف الأول يختتم حيث يبدأ الثاني، مردفًا: "ثم اجعل خطتك مرنة يمكن الإضافة أو الحذف منها كخطوةٍ رابعة، فمن يعتقد أن الخطة الجامدة والالتزام بشكل حرفي في الخطة هو من عوامل النجاح بالتأكيد مخطئ. أما خامسًا: فحاول أن تهيئ البيئة المناسبة التي ستعمل فيها قدر المستطاع. وتأتي الخطوة السادسة –حسب أبو سعدة- لتقييم ما تم إنجازه في نهاية كل هدف، ثم تقييم الخطة بشكل عام. [title]نصيحة.. رفّه عن نفسك![/title] قد يتذمر الكثير من الشباب إذا ما التزموا بتلك الخطوات كلها وبذلوا من أجلها جلّ وقتهم، وهمّشوا أوقات الترفيه تمامًا.. وهنا ينصح أبو سعدة بتخصيص الشباب وقتًا خاصًّا لهم كي يرفهوا عن أنفسهم أثناء إعداد الخطة. والسر في ذلك هو أن الترفيه يعدُّ عاملاً مساعدًا على إنجاز الأمور الأخرى: "فالشاب الذي يقوم بأعماله المتتالية يكون في بدايتها صاحب طاقه عالية، ولكنها تفتر وتقل كلما تقدم في العمل، وبالتالي يحتاج إلى كميات من الطاقة والترفيه التي تمكنه من مواصلة أعماله". [title]كيف أعرف أنني نجحت؟[/title] سؤال يتبادر إلى ذهن كل من قرأ حوارنا مع مدرب التنمية البشرية إسماعيل أبو سعدة.. وهنا نجيبك: "أنت وحدك من تستطيع أن تحكم على نفسك لأنك الوحيد الذي سيكون صادقًا معها.. وسترى نجاحك أو فشل بعض جوانب خطتك تبعًا لما بذلته من جهدٍ فيها".