18.29°القدس
18.16°رام الله
18.01°الخليل
24.74°غزة
18.29° القدس
رام الله18.16°
الخليل18.01°
غزة24.74°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: بالفيديو .. الجار للجار.. الواقع يحكي خلاف ذلك

"الجار للجار والنبي وصى عالجار" هكذا كانت دائماً تقول جدتي التي كانت تلجا إليها الجارات لتشكو سوء معاملة إحدى جاراتها لها ، هذه العبارة لا تجد لها صدى لدى كثير من الناس الذين يحيون اليوم في غياب لكثير من القيم والعادات وحتى أخلاق ديننا الإسلامي . فحسن الجيرة والعشرة تلفظ أنفاسها الأخيرة من حياة الناس، فأصبح الجار لا يأمن بوائق جاره، وأصبح لا يحسب له أي حساب، ويتصرف وكأنه يحيا لوحده ولا يوجد له من يجاوره في المسكن، خصوصاً في المناطق المكتظة بالسكان كالمخيمات والحارات القديمة وما أكثرها في قطاع غزة. [title]إحسان تقابله الإساءة[/title] "رغم إحساني إلى جيراني إلا أنني لا ألقى منهم سوى الإساءة، فأبناؤهم الذين يسهرون على التلفاز إلى ما بعد الفجر ويرفعون صوته وكأننا في مهرجان دون مراعاة لوجودنا أو حاجتنا للراحة على الإطلاق"، هكذا بدأ أبو محمد حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" عن جيرانه. ويستذكر أبو محمد علاقات الجيرة القوية "أيام زمان" التي كانت قوية جداً لدرجة أنك لا تفرّق بين أبناء العائلة والجيران في أي مناسبة قد تكون عند أي جار من الجيران سواء كانت حزينة أو سارة كما يقول. ويؤكد أن الناس قديماً كانوا يعرفون ماذا تعني كلمة جار رغم أن الوعي الديني لم يكن بالدرجة التي هو عليه الآن ، فالناس اليوم ،حسب أبو محمد، يعرفون المنزلة العظيمة التي أقرها الدين للجار وجزاء من يحسن إلى جاره ويحافظ عليه إلا أن ما يعرفونه يبتعد كثيراً عما يطبقونه على أرض الواقع. [title]حكايات[/title] أما أبو علي ويسكن في وسط مخيم النصيرات ويشتكي باستمرار من اساءات جيرانه عدد لنا بعض مظاهر اساءتهم لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" فقال:" أفضل مكب لنفايتهم وزبالتهم هو باب بيتي ، وأفضل ملعب لكرة القدم لأبنائهم هو الشارع المقابل لبيتي وفي وقت القيلولة والراحة ، وأفضل مقعد لأبنائهم الشباب هو تحت شبابيك بيتي والسهرة تمتد حتى منتصف الليل". أما طالب الثانوية العامة مؤمن فقد قابله مراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" وهو في حالة من العصبية نتيجة عدم مقدرته على الدراسة في البيت بسبب بدء جاره أعمال البناء في بيته المجاور لمنزله بحيث لا يبتعد عنه 10 أمتار دون مراعاة لحاجته للهدوء ليتم امتحاناته التي يعتبرها مصيرية ، والأدهى من ذلك أن جاره رفض التعاون معه رغم محاولة مؤمن ووالده التفاهم معه بهذا الخصوص. [title]الجار.. بيئة[/title] من جهته أوضح المختص بالشؤون النفسية والمجتمعية الدكتور فضل أبو هين أن الجار هو البيئة التي يسكن فيها الإنسان، فإذا صلحت هذه البيئة وخلت من المشاكل صلحت حياة الإنسان وصحّت أما إذا اضطربت فإن الجار سيعيش حالة من التوتر والترقب والقلق وتوقع الأذى في أي وقت من الأوقات. وهذا الاضطراب –حسب أبو هين الذي تحدث عبر الهاتف لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" يؤدي إلى تعطيل صحة المجتمع بشكل عام وصحة علاقة الإنسان بالإنسان، وما ينجم عن ذلك من آثار سلبية لا تحمد عقباها. ويرى أن الجار الذي أساء له جاره مطالب بتحكيم العقل والابتعاد عن السير وراء الانفعالات، معتبراً أن الجار النموذج هو المطلوب، وقال :" نحتاج إلى التحكم بانفعالاتنا والتسامح"، مستشهداً بقصة جار النبي اليهودي الذي كان يلقي قمامته أمام بيت النبي وعندما توقف بسبب مرضه ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لزيارته ما جعل ذلك الموقف دافعاً لدخول هذا اليهودي في دين الإسلام . [title]اهتمام بالغ..[/title] اهتمت الشريعة الإسلامية بحقوق الجوار ، وحق الجوار والمحافظة عليه من الوحي، كما يقول الدكتور صادق قنديل في حديث خاص لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]". ويرى الشيخ صادق أن الجار الذي يؤذي جاره يدخل في دائرة الإثم، وينفي عن نفسه صفة الإيمان الحقيقي، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بوائقه"، مستدلاً بقصة المرأة الصوّامة القوّامة التي كانت تؤذي جيرانها فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها في النار. وأوضح قنديل أن الجيران على ثلاثة أنواع جار له حقوق ثلاثة وهو المسلم وذو القرابة والجار وجار له حقان حق أنه مسلم وحق الجوار والثالث هو جار كافر فله حق الجيرة فقط، مشدداً على أنهم جميعاً لهم حق الجيرة الذي أوصى عليه الإسلام . لكل إنسان أن يتصرف كيفما شاء داخل بيته لكن لا يجوز له أن يتعسف في استخدام حقه، كما يقول قنديل الذي ضرب لذلك مثالاً بقوله :" من حق كل إنسان أن يعمّر بيته أن يرممه لكن لابد من مراعاة أن ابن جاره يتقدم لامتحانات الثانوية العامة ومن حسن الجيرة تأجيل العمل والترميم لحين انتهاء امتحاناته". الجار للجار حتى سابع دار .. لا بد لهذه الكلمات أن تعود إلى واقعنا ومجتمعاتنا ، مضافاً إليها ثقافة الإسلام الواضحة في تعامل الجيران مع بعضهم البعض حتى تعود الحياة إلى جمالها ويعود إليها رونقها القديم الذي كان يخشى فيه الجار السوء لجاره ويتمنى له كل خير .. على أمل أن تعود تلك الأيام عما قريب. [yt=2442]فيديو كرتوني يوضح ما يقصده التقرير[/yt]