، مما اضطر القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا إلى الاعتراف بأنه لا مناص من محاورتها بعد الفشل في القضاء عليها، وتلك فكرة قديمة متجددة، لم تتأخر أمريكا عنها إلا بفعل الأنظمة العربية التي تعهدت بالقضاء على الجماعة، وليس كما يتوهم البعض بأن الأنظمة خدعت الغرب باستخدامها الإخوان فزاعة، وكأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية عاجزة عن فهم الإخوان وطبيعتهم، وللعلم فإن أمريكا والغرب لا يخافون الجماعة إلا بقدر خوفهم من الإسلام وانتشاره في ربوع العالم، أما الحديث عن الإسلام السياسي وتلك التقسيمات الغريبة فلا وجود لها في العقل الغربي الذي يعادي الإسلام جملة وتفصيلاً. أمريكا رضخت للأمر الواقع وقررت حوار الإخوان، ولكنها كما قلت لم تجد المفتاح المناسب، لأن أمن (إسرائيل) لن يكون على أجندة الإخوان ولن تعترف الجماعة بشرعية احتلال فلسطين ولا أي شبر منها، وسكوتها على الواقع الذي خلفته الأنظمة السابقة مثل وجود اتفاقية كامب ديفيد وإفرازاتها هو سكوت مؤقت لن يدوم، وكذلك فإن مفتاح باب الحوار مع حماس ليس الأصدقاء أو المقربين منها، وقد نسمع أن "إسرائيل" تشترط لقبول التفاوض مع حماس اعترافها بحق (إسرائيل) في الوجود وغيرها من الشروط الغبية، ولكن من قال إن حماس تسعى أو هي متلهفة للتفاوض مع (إسرائيل) لتضع الأخيرة شروطها؟، من الواضح أن الاحتلال الصهيوني يستجدي التفاوض مع حماس ولكن عليه أن يعلم أن مفتاح التفاوض مع حماس هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، ثم يأتي الحديث بعد ذلك عن التفاصيل وباقي الشروط التي قد تضعها حماس إن هي وافقت على التفاوض المباشر أو غير المباشر في هذا الوقت مع الاحتلال الصهيوني.