أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تعليق صور لأربعة أطفال من قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية، تتراوح أعمارهم ما بين 10-14 سنة، على جدران المساجد وفي حارات القرية. وكتب على الصور باللغة العربية عبارات تهديد بالاعتقال، "احنا الجيش، دير بالك رايحين نمسكك إذا بنشوفك أو رايحين نأتي على البيت". فبعد يوم دراسي يعود آصف حكمت -12 عاما- إلى منزله غير آبه بتهديد الاحتلال له بالاعتقال، فهو قد يكون أصغر مطلوب بسبب مشاركته في التظاهرة الأسبوعية التي ينظّمها أهالي قريته كفر قدّوم. أسرته تشعر بالخشية على مصير ابنها بعد أن وزّعت قوات الاحتلال صورته إلى جانب عدد من الأطفال من أبناء القرية، تحّذّرهم فيها من المشاركة في المسيرة. من جهته، يؤكد منسق لجنة المقاومة الشعبية في كفر قدّوم مراد اشتيوي أن الأهالي ينظرون إلى الخطوة على أنّها نتيجة لحالة اليأس التي تجتاح جيش الاحتلال، بعد فشله في وقف المسيرة الأسبوعية. ومنذ بدء الفعاليات الأسبوعية في كفر قدّوم، اعتقل الاحتلال أكثر من مئة من سكّان القرية، غير أنّ ذلك لم يمنع الأهالي من الاستمرار في تظاهراتهم، حتى تحقيق مطلبهم في فتح الشارع المغلق منذ أكثر من عشر سنوات. من جهتها، قالت وزارة الإعلام في حكومة رام الله إن نشر جيش الاحتلال صور أربعة أطفال من كفر قدوم على جدران المساجد والبيوت في القرية متضمنة التهديد بالاعتقال، تعبيراً عن الوجه الحقيقي لجيش يدعي "الأخلاقية"، ويتباهى بها! وقالت الوزارة إن ملاحقة الاحتلال لأطفال لم يتجاوزوا العاشرة، يؤكد استهداف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المنظم لأطفال فلسطين، بشكل منهجي، ويُشرّع إطلاق اليد ضدهم، وقتلهم بدم بارد. وتربط الوزارة بين نشر صور الأطفال، وافتراءات جيش الاحتلال بأن الشهيد محمد الدرة لم يستشهد، وتعتبرها دعوة مفتوحة للتنكيل بأطفالنا، وإرهابهم، وملاحقتهم، دون أي اعتبار لعمرهم، أو للاتفاقات الدولية التي تصون حقوقهم.