21.1°القدس
20.87°رام الله
19.97°الخليل
25.67°غزة
21.1° القدس
رام الله20.87°
الخليل19.97°
غزة25.67°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: بيوت غزيّة تفرض حالة الطوارئ القصوى

حالة من السكون العام يحياها البيت، رغم أن جميع من فيه قد أنهى امتحاناته سواء في المراحل الأساسية أو حتى الجامعية، التلفاز مغلق، والحركة محسوبة، ولا مجال لحديث في الغرفة المجاورة لغرفة أحمد، أو نقاش أو ضحكات ونكات. حالة بوليسية تفرضها أم معاذ على أبنائها وبناتها داخل البيت، ومحاولتها بإزاحتهم من الشقة السكنية إلى الطابق الأرضي(المظلة) للجلوس فيها مستمرة على مدار الساعة، فشقيقهم أحمد يتقدم هذا العام لامتحان الثانوية العامة، وقالوا في التلفزيون أنه لابد من توفير الهدوء والراحة لطلاب الثانوية العامة ليتمكنوا من تجاوز امتحانات الثانوية العامة كما تقول الوالدة الحريصة. ويبلغ عدد الطلبة النظاميين في قطاع غزة (28563) موزعين على النحو التالي: (22518) مشتركا للعلوم الإنسانية، و(5917) مشتركا للفرع العلمي، و(15) مشتركا للفرع التجاري، و(113) مشتركا للفروع المهنية. [title]طوارئ..[/title] أم معاذ وهي أم الطالب أحمد والمتقدم لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام، تعتبر في حديثها مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن البيت الذي يكون أحد أبنائه في التوجيهي لابد أن يوفر له كل السبل للنجاح والتفوق، مبدية أملها أن يكون أحمد من الناجحين والمتفوقين كإخوانه وأخواته الخمسة الذين سبقوه. وعن كونها تشدد على كل أفراد البيت بشكل زائد وتفرض حالة من الطوارئ غير المقبولة، استغربت هذا الكلام ، مشددة أن ما تفعله هو الطبيعي الذي يجب أن يكون، فأحمد لابد أن يدرس كثيراً لينجح والبيت لابد أن يكون ساكناً حتى يتمكن من التركيز. أم معاذ تمنع باقي أفراد الأسرة من النزهة والخروج للتسوق وممارسة كل طقوس الإجازة الصيفية حتى لا يكون ذلك دافعاً لابنها أحمد لكي يشاركهم ما يفعلون وبالتالي يضيع الوقت ويبتعد عن جوه الدراسي المغلق. [title]سجن..[/title] وليست حالة بيت الطالب أحمد بأحسن حال من بيت صديقه عمّار الذي أفردت له العائلة مكاناً خاصاً داخل المنزل يصل إليه مأكله ومشربه وكل ما يحتاجه دون الحاجة لمشاركة ذويه حتى في الجلسات المخصصة لتناول وجبات الطعام. "زهقان.. بدأت أملّ كثيراً من الدراسة وأتمنى أن تنتهي هذه الفترة فأنا في سجن، صحيح أن أهلي يوفرون كل الظروف لكي أدرس ، لكنهم سجنوني بنيتهم الطيبة" يقول عمّار لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]". يتوقع عمّار أن يحصل على مجموع مرتفع يؤهله لدخول كلية الهندسة وتحقيق طموحه الذي لازمه منذ الصغر بالتفوق والتميز في مجال الهندسة المعمارية. [title]سلوكيات ضارة..[/title] من جهته حذر أستاذ الصحة النفسية الدكتور هشام غراب في اتصال هاتفي مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" من السلوكيات الخاطئة التي تتبعها بعض الأسر في التعامل مع أبنائهم خلال فترة تقديمهم لامتحانات الثانوية العامة، مؤكداً أن بعض التصرفات قد تجلب نتائج عكسية على خلاف رغبة الأسرة والطالب نفسه. ويرى أن السلوكيات السلبية تشعر الطالب بحالة من التوتر والضغط النفسي والرهبة الشديدة من الامتحانات ما يجعله في حالة نفسية غير مريحة تبعد عنه كل عناصر التركيز والاستيعاب، وقال:" كل الإجراءات غير الاعتيادية التي تقوم بها الأسر لا يمكن أن تؤتي ثمارها الإيجابية بل تخلق انعكاسات سلبية غير مرغوبة". ورفض غراب أن يعيش الطالب في حالة من العزلة عن الأسرة وأنشطتها بحجة توفير الجو المناسب لدراسته،مبيناً أن حالة العزلة غير مسموح بها على الإطلاق وضارة بالطالب بشكل كبير، فإشراك الطالب في أنشطة الأسرة الاجتماعية له عظيم الأثر على نفسية الطالب وأدائه في الامتحانات. [title]التعامل الأمثل[/title] وطالب أستاذ الصحة النفسية الأسر بمراعاة الظروف الخاصة بأبنائهم طلاب الثانوية العامة وضرورة الاتفاق مع أبنائهم على مواعيد الدراسة وأن يتضمن ذلك مشاركة الطالب الاجتماعية وأوقات الترفيه، وقال:"لا يمكن للطالب أن يستغرق كل ساعات اليوم في الدراسة، فهذا مرهق للدماغ ويعطل قدرته على الاستيعاب ولا يمكن للجسم أيضاً تحمله". وشدد غراب على ضرورة أن تمارس الأسرة أنشطتها اليومية الاعتيادية دون تغيير، مع مراعاة الظرف الخاص لابنها حتى تشعره بجو من الارتياح وتبعد عنه شبح الضغط النفسي الذي قد ينشأ عن الإجراءات غير الاعتيادية التي تقوم بها بعض الأسر. ورغم كل ما سبق إلا أن الثانوية العامة تبقى محتفظة بحالة من الرهبة والخوف تفرضها على كل من تقدم إليها، كيف لا وهي التي تحدد وجهة مستقبلهم، وتحدد خارطة حياتهم وفق اعتقاد كثيرين على الأقل.