20.55°القدس
20.32°رام الله
19.42°الخليل
24.96°غزة
20.55° القدس
رام الله20.32°
الخليل19.42°
غزة24.96°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: القسام جامعة الرجال

كثيرون هم الذين دخلوا الإسلام قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكنًّ الله خص هذا الرجل بأن جعل اسلامه علامة فارقة بين مرحلة الاستضعاف والقهر التي عاشها المسلمون الذين التحقوا بقافلة الاسلام في بداية الدعوة وبين مرحلة القوة والعزة التي بدأت صفحاتها بدخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإسلام، وما كان ذلك إلا لخصائص ميز الله بها هذا الرجل عن غيره جعلته يقف في وجه قريش وأمام أسياد وزعماء مكة يعلن إسلامه ويتهدد من يقف في طريق هجرته قائلا لهم "من أراد أن تثكله أمه فليلحق بي خلف هذا الوادي"، وعلى هذا النهج كان التحاق القائد الكبير عبد الله البرغوثي أبو أسامة بمشروع الجهاد والمقاومة في فلسطين، بعد عودته المباركة لها وانضمامه لكتائب الشهيد عز الدين القسام، إذ استطاع هذا الرجل وخلال سنوات قليلة من العمل العسكري أن يقض مضاجع بني صهيون ويؤرق ليلهم حتى سطع نجمه في سماء المقاومة وأصبح ذكر اسمه حكاية كاملة من حكايات الجهاد والمقاومة، إن قصة جهاد أبي أسامة عازف الألحان الناسفة ترسم ملخصا لصراع الأدمغة والإصرار الذي يمتلكه رجال فلسطين ومقاوميها عامة وكتائب القسام خاصة وبين دولة الاحتلال التي تمتلك أكبر قوة عسكرية في المنطقة. لقد مثل جهاد عبد الله البرغوثي مدرسة في الجهاد والمقاومة فهو المجاهد الذي لم ينتظر سخاءً أو مالا من أحد ليبدأ عمله الجهادي مدافعا عن شرف وكرامة شعبه وأمته، فقد وضع هذا الحر الأبي كل ماله وثروته في تصرف المقاومة، وباع أملاكه ليشتري الرصاص والذخائر والعبوات الناسفة غير آبه بالمصير المجهول الذي ينتظر زوجته وأطفاله، وهو يخطو بكل جرأة صانعا ملاحم وبطولات كانت في أغلبها معجزات أذهلت العدو وجعلت الويل والدمار يغزو كل أركانهم ، ليذيقهم كأس العلقم جراء ما ارتكبت أيديهم بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين، ولم يتوقف هذا الرجل عن مسيرة جهاده وعطائه ولم يستسلم بعد كل ما حل به جراء تكالب اجهزة أمن السلطة الفلسطينية عليه واعتقاله ومصادرة كل ما بناه من بنية تحتية للمقاومة ، فعاد هذا الرجل مجددا لينطلق من الصفر مضطراً لبيع حليّ زوجته وطفلتيه مضحيا بهم ليشتري البندقية والرصاص من جديد ويواصل عمله الجهادي والعسكري في مقارعة بني صهيون. حق لكتائب الشهيد عز الدين القسام جامعة الرجال والعظماء أن تفخر بهذا الرمز والأسطورة الجهادية وأن تسطر قصته في صحائف المجد والعزة وتطلق اسمه على أكبر ميادين فلسطين، بل وخارج فلسطين في كل قطر عربي وإسلامي لترنو إليه أبصار شباب الشعوب العربية والإسلامية وتستقي منه دروس العطاء والتضحية والفداء. ولعل ما يميز القائد عبد الله البرغوثي انه لم يكتف بالتخطيط والتوجيه والقيادة، بل كان يخرج بنفسه شاهرا بندقيته ينصب الكمائن ويخوض الاشتباكات ويصاب بالجراح ليكون نعم القائد الذي يتقدم مع جنوده صفوف الملاحم ويخوض المعارك فسلام عليك يا أبا أسامة وانت تعلمنا دروسا في الجهاد والبطولة والتضحية والثبات. سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تبعث من وسط عتمات سجنك وأقبية التحقيق وظلمات الزنازين وقهر وسطوة السجان أنوارا نهتدي بها إلى طريق العزة والكرامة ، سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تثور على السجن والسجان، تجاهد بالقلم كما جاهدت بالبندقية وتخط أروع ملاحم البطولة والعزة، سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تدخل عامك الحادي عشر في المعتقل قاضيا الجزء الأكبر منها في العزل الانفرادي دون أن تلين لك قناة أو تعطي الدنية في دينك أو منهجك المقاوم أو فكرك النير، سلام عليك يا أبا أسامة وقد غدوت منارة من منارات حماس والقسام ملتحقا بركب العظماء أمثال الإمام المؤسس أحمد ياسين والاسد الرنتيسي والمهندس العياش وغيرهم الكثير من أساتذة الجهاد واعلام التضحية. سلام عليك يا أبا أسامة وانت تنتظر نور الفجر وتهشيم القيود وتحطيم أسوار السجون لتنتفض مرة أخرى تحمل راية الفتح وشارة النصر تصلي بإخوانك في ساحات المسجد الأقصى وباحات القدس الشريف.