20.55°القدس
20.32°رام الله
19.42°الخليل
24.96°غزة
20.55° القدس
رام الله20.32°
الخليل19.42°
غزة24.96°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: اللاجئون عامل تحريك للمنطقة

قد أكدت تجارب تاريخية معاصرة أن حراك اللاجئين الفلسطينيين كانت له آثار حقيقية على المنطقة، وخطر جدي على دولة العدو. فمنذ عام 1949م أخذ بعض اللاجئين في التسلل إلى أراضيهم المحتلة عام 1948م لاستعادة بعض أملاكهم ومحاصيلهم التي نهبها العدو. وقد تطورت أفكار بعضهم إلى إمكانية تسديد ضربات مؤلمة للعدو في طريق عودتهم. ومن هنا، نشأ العمل الفدائي في مطلع الخمسينيات. ولم يلبث الإخوان المسلمون أن دربوا أعداداً من اللاجئين في قطاع غزة ثم في الضفة الغربية، ومن ثمَّ نفذوا عشرات العمليات قبل أن تتوقف مع العدوان الثلاثي عام 1956م. وكذلك فعلت الهيئة العربية العليا التي حركت فدائييها في الجليل من الأرض المحتلة. كما كان اللاجئون هم عماد المقاومة الشعبية التي نشأت في غزة إبان الاحتلال الصهيوني في عام 1956م، وقد أثبتوا قدرتهم على رفض تدويل القطاع وإعادة الإدارة المصرية له. كما أثبت العمل الفدائي في الفترة بين عامي عام 1965م - 1983م، الرغبة الشديدة لدى اللاجئين الفلسطينيين وجموع الشعب الفلسطيني في الانخراط في أعمال مقاومة الاحتلال واستنزافه. كما أثبت خطورة بقاء اللاجئين مسلحين في محيط دولة الاحتلال. وارتفع مستوى القلق (الإسرائيلي) إلى درجة تهديدها لدول المنطقة بالعدوان عليها قبل عام 1967م، ولم يلبث أن اعتدت عليهم بالفعل واحتلت أجزاء واسعة من أراضيهم، لكن استجابة اللاجئين للتحدي أوجدت مرحلة المد الثوري وحرب الاستنزاف، وتطورت المقاومة حتى شن العدو عدوانه الواسع على لبنان في عام 1982م، الأمر الذي دفع قدرة اللاجئين على المواجهة لخطوات إلى الوراء. لقد مثّل اللاجئون العمود الفقري لكل ثورة وكل مقاومة مسلحة وغير مسلحة خاضها الشعب الفلسطيني، لأنهم في الأصل شكلوا على الدوام العمود الفقري لتعداد الشعب الفلسطيني، فضلاً عن امتلاكهم لكل دوافع الثورة والمقاومة والانتقام ممن تسبب في معاناتهم وتشريدهم. وهذا يؤكد أن في استمرار معاناة اللاجئين ونكبتهم؛ استمرارا للمقاومة بكل أشكالها ضد العدو الغاشم الذي طردهم ونهب ثرواتهم، وأنه ما دام هناك لاجئون؛ فهناك مقاومة. لقد دللت الذكرى الثالثة والستون لنكبة فلسطين في عام 2011م أن اللاجئين لم ينسوا حقوقهم، بل أصبحوا أكثر تمسكاً بها لأنها إرث الآباء ووصيتهم، وحب فلسطين الذي مزجه الآباء بجينات أبنائهم. وهكذا، فقد توجه عشرات الآلاف من اللاجئين من كل حدب وصوب نحو أرضهم المحتلة، في سابقة غير معهودة، تمكن بعضهم خلالها من اجتياز الأسلاك الشائكة التي وضعها الاحتلال لتحول دون عودة اللاجئين. لقد أخذت (إسرائيل) كل استعداداتها العسكرية والأمنية والإعلامية لمواجهة هذا الخطر الداهم وغير المسبوق، لكنها لم تفلح في ثني اللاجئين عن تسجيل رقم قياسي في التحدي وعشق الوطن. لقد شكلت هذه المحاولة المرتجلة للعودة هاجساً (لإسرائيل) وحلفائها، كما شكلت عامل تحفيز للاجئين ومناصري العدالة في العالم، وملهماً لحراك أكبر وأوسع وأكثر تنظيماً وأكثر سلمية يخوضه اللاجئون الفلسطينيون في سبيل العودة. ولا شك أن مثل هذا الحراك قد يرفع دولاً أو يسقطها بإذن الله وتأييده، وما على اللاجئين إلا أن يخططوا لهذا الحراك ويتأهبوا له في ظل الربيع العربي، فكيف يمكنه أن يكون؟ يتبع..