كثّفت سلطات الاحتلال انتهاكاتها ضد المواطنين في القدس المحتلة، خلال الشهر الماضي، من خلال حملات الاعتقالات والهدم، وقمع المسيرات السلمية في المدينة المقدسية، وانتهاك حرية التعبير عن الرأي، إضافة إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المواطنين. وقال مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، في تقرير له وصل [color=red]"فلسطين الآن" [/color]نسخة منه اليوم السبت، إن قوات الاحتلال اعتقلت 150 مقدسيا، الشهر الماضي، من بينهم 20 قاصرا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما، و20 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عاما، و3 سيدات، أحداهن بعد قمع مسيرة سلمية بالقدس، وأم وابنتها بعد مداهمة منزلهن. وأشار المركز إلى أن اعتقالات الأطفال والقاصرين وتمت بعدة طرق، فمنهم من اعتقل من منازلهم في ساعات الفجر الأولى، أو قبل وبعد مغادرتهم مدارسهم في القدس القديمة، أو أثناء مشاركتهم في مسيرات واعتصامات سلمية بالمدينة، وان معظم الاعتقالات في الشوارع نفذتها الوحدات المستعربة التابعة لشرطة الاحتلال. وأكد عدم قانونية الاعتقالات للأطفال– حسب القوانين الإسرائيلية والدولية-، حيث اعتقلوا فجرا من منازلهن، دون السماح لأحد من والديهم بمرافقتهم بسيارة الشرطة، كما تم تقييد أيديهم، إضافة الى تخويفهم أثناء الاعتقال والاعتداء عليهم. [title]حملة هدم واسعة [/title]وبين التقرير أن الأسبوعين الأخيرين من الشهر الماضي شهدا حملة هدم واسعة نفذتها بلدية الاحتلال بإشراف سلطة الطبيعة الإسرائيلية، مؤكداً أن معظم المنازل التي هدمت تقع في أراضٍ مهددة بالمصادرة لصالح إقامة "حدائق وطنية" في محيط القدس، أو أراضٍ مصادرة لصالح المرافق العامة. وقال: خلال أيار هدمت الجرافات الإسرائيلية 10 منازل في القدس (بيت حنينا، وجبل المكبر، والطور، وجبل المشارف- شعفاط) وتم تشريد حوالي 80 فرداً معظمهم من الأطفال، وتم هدم منزلين ذاتيا في شارع صلاح الدين، كما تم هدم معرض للسيارات في الشيخ جراح، و"كراج" في حزما، إضافة الى تشميع 3 محلات تجارية بالمنطقة لعدم استخدامها من أصحابها. وأضاف"واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ أعمال تجريف في منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى، وفي ساحة البراق، لتنفيذ المخططات الاستيطانية"، لافتاً إلى أن طواقم بلدية الاحتلال وزعت إخطارات هدم على عدد من المنازل في القدس بذريعة البناء دون ترخيص، اضافة الى إصدار قرار إداري بهدم جزء من مسجد رأس العامود. [title]اعتداءات المستوطنين [/title]وأوضح المركز أن المستوطنين نفذوا خلال الشهر الماضي عدة الاعتداءات بحق المقدسيين وممتلكاتهم، حيث قام مستوطن متطرف بالاعتداء على سائق الأجرة إبراهيم خليل الشاويش (51 عاما)، بطعنه 6 طعنات في انحاء مختلفة بجسده. وأشار إلى أن مجموعة من المستوطنين اعتدت على فتية من سلوان (محمود غيث، وثائر مسودة، ومهدي البنا، ومعتصم صيام)، أثناء مرورهم بالقدس القديمة، وأصابوا احدهم بجرح كبير في رأسه بعد ضربه بقطعة حديدية، كما قام مستوطن من سلوان بالاعتداء على طفل من البلدة. وشدد على أن المستوطنين المعروفين بـ "تدفيع الثمن" صعدوا من اعتداءاتهم ضد ممتلكات المقدسيين، حيث قاموا بإتلاف اطارات 20 سيارة ورش عبارات عنصرية عليها في مناطق (أرض السمار، والشيخ جراح، وشعفاط، والبلدة القديمة)، إضافة الى كتابة شعارات عنصرية على بوابة وحائط كنيسة "رقاد السيدة العذراء" في جبل صهيون بالقدس القديمة. وذكر أن جمعية "عطيرت ليوشنة" استولت على محلين تجاريين في طريق الهكاري بالقدس القديمة، بذريعة أنها أملاك يهودية قبل عام 1948، وحاول المستوطنون كذلك الاستيلاء على شقة سكنية لعائلة جابر في حي شعفاط من خلال التلاعب بقرار لمحكمة الصلح الإسرائيلية، وأن الشهر الماضي شهد مداهمة شبه يومية من قبل موظفي ضريبة والتأمين الوطني والمخابرات للمحلات التجارية وحارات القدس القديمة، كما تم مداهمة العديد من المنازل في حارة باب حطة والاعتداء على سكانها دون مبرر. [title]المسجد الأقصى [/title]ونوه المركز إلى أن انتهاكات حرمة المسجد الأقصى تواصلت خلال أيار الماضي حيث اقتحمه العشرات من المستوطنين وجنود الاحتلال، ومحاولة اقتحامه من باب الأسباط والملك فيصل، وقام ضابطان باقتحام مسجد قبة الصخرة. وقال "في سابقة خطيرة أدت مستوطنة طقوسا دينية عند باب القطانين وهي ترتدي البدلة البيضاء، وفي يوم آخر قامت عضو الكنيست عن حزب الليكود ونائبة وزير المواصلات "تسيفي حطوبولي" باقتحام الأقصى قبل يوم واحد من زفافها".