عيـد بأية حال عـدت يا عيـد … بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد بهذه الكلمات التي نظمها أمير الشعراء وأفصحهم ”المتنبي” أكتب لكم اليوم عن حال الشباب الجزائري في عيدهم ، عن حال رجال الغد ، عن حال شريحة كبيرة من المجتمع الجزائري تعيش التغيب والتهميش حتى وئدت أحلامهم أمام أعينهم . شريحة أحرقها الشيب والمشيب في سن الزهور لتذبل وتذهب ريحها أمام سياسة حكومة ديكتاتورية الشيوخ ،شباب يصرخ في عيده يبكي حال وطنه ، يشتكي إلى الله ظلم الآباء الذين حرموهم من نيل شرف المساهمة في إرساء معالم هذا الوطن وبنائه . شباب تحرق طاقاتهم مثل الشمعة و يا ليتها ما وقدت ، يعيشون تحت خط الذل والفقر والحرمان في جزائر العزة والكرامة ، هي حال شاب يكلمكم وحال الملايين من الشباب لم يجدوا غير الصمت أمام واقعهم المرير ، البطالة ، البروقراطية ، التهميش ، الحقرة ، التغيب. بلاد أصبح يدرها أناس طعنوا في السن وطعنوا في شرعية الحياة وبناء الوطن على يد أبناءه فلا تجدهم إلا وقد بلغوا السبعين أو الثمانين وجذورهم تزداد قوة وتشبثا بالكراسي إلى يوم الدين، و أداروا ظهورهم عن الشباب بل وتجاهلوهم وحولوهم إلى أجساد سكنها اليأس والإحباط. شباب اصبح يعش للمجهول يعيش بدون أحلام فحتى هي سرقت منه ، شباب ينزف ويصرخ من يوم إلى أخر لكن أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي ، شاب هرم وهو في العشرين والثلاثين من عمره ، ومنهم من أصبح يعتقد أن لا فائدة من وجوده فلم يجد غير جريمة حرق النفس لتخلصه من واقعه ، شباب اصبح يلهث وراء التافه لعل هذا قد ينسيه جزء من تعاسته ،ومنهم من سلك طريق المجرمين والمنحرفين وراح يرسم الخراب بيده لنفسه ولوطنه ، ومنهم من خير الهرب والفرار لبلاد النور حتى ولو على ظهر الحوت أو انتهي به المطاف إلى بطنه . شباب خُذر كي يعيش بدون هوية وزج به في مواطن الرجعية باسم ترقيته وتفعيل دوره في المجتمع ! . فمتى يأتي ذالك اليوم الذي نجد الشباب الجزائري يديرُ شؤون بلاده ويفكر في مستقبله ومستقبل الأبناء والأحفاد ، متى يصبح الشاب الجزائر وقود من أجل تحريك عجلة التنمية في البلاد وبناء صرحها وإعلاء رايتها ، متى نجد صاحب الأربعين في كرسي السلطة ؟؟، متى يسلم الآباء المشعل للأبناء قبل أن يسقط من أيديهم ؟؟ متى متى متى ….. إلى ذالكم الحين عيد سعيد لكل الشباب الجزائري ….