29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

اكتشاف "موهبة" أو بئر بترول.. أيّهما أهم؟!

خبر: في بلادنا..كم من "موهوب" تحوّل إلى "عادي" ؟!

لا زلت أذكر حتى اليوم، ذلك اللقاء الذي جمعني بأحد كتاب فلسطين المقيمين في قطاع غزة.. ولا زلت أتذكر أيضًا ذلك الدم يصعد إلى رأسي "خجلاً" عندما أخبرته أنني من شدة ولعي بمفردات قلمه.. قرأت رواياته وقصصه القصيرة أكثر من مرة! سألته حينها: كيف امتلكت هذا القلم؟.. وكيف وصلت لهذه المكانة؟. ابتسم لي وقال: "الفضل –بعد الله-كان لوالدي الفلاح الفقير، لانه احتضن موهبتي وشجعني". ولكن للأسف.. المتأمل لواقع الموهوبين في قطاع غزة، يدرك جيدًا أن بعض المواهب توأد في مهدها، لأن الجميع يسعى –في ظل حصارٍ خانق- إلى حيازة لقمة العيش لا أكثر.. [title]"13 عامًا".. في الهواء![/title] يقول "إسماعيل أبو عزيز" وهو شاب في العقد الثلاثين من العمر: "لقد وهبني الله صوتًا جميلاً.. ولولعي الشديد بالإنشاد انضممت منذ طفولتي إلى إحدى الفرق الفنية في غزة كي أمارس موهبتي وأصقلها بالتدريب والممارسة"، مستدركًا: "لكن الواقع الصعب مجتمعيًّا لهذه الموهبة في غزة دفعني إلى تركها بعد ما قضيت أكثر من 13 عامًا أسعى إلى تطويرها". وللموهبة عند "ندى ع" حكاية أخرى.. فبعد تخرجها من المرحلة الثانوية رفض والدها تخصصها الجامعي في مجال الأشغال والفنون اليدوية، مبررًا رفضه بأن هذا "لعب مش دراسة"..!! تقول ندى مبتسمة: "كنت أشعر بأن الله منحني أنامل سحرية تستطيع أن تحول كل الخامات غير الهامة حولنا إلى تحفة فنية مذهلة.. غير أن فشلي في إقناع والدي بدراسة الفنون اليدوية قضى على حلمي وموهبتي تمامًا وحرمها من الخروج إلى النور". [title]مبدع بلا عمل؟![/title] ولكن "سامح عواد" -الموهوب في مجال الرسم-اختلف كثيرًا عن سابقيه؛ فأسرته دعمته وبقوة لصقل ودعم موهبته بالدراسة، غير أن واقع الحال بعد حصوله على الشهادة الجامعية صدمه قبل أن يصدم من دعمه وسانده! وأشار إلى أن عدم قدرته حتى اللحظة على إيجاد عمل مناسب يمارس فيه هوايته وإبداعه ولد لديه شعورًا بالندم لدراسته ما يحب، معبرًا عن استيائه الشديد من الواقع الذي يعيشه الموهوبون في قطاع غزة، وتساءل: "أيعقل أن أكون مميزًا عن غيري وأقراني ولا أجد حتى اللحظة عمل؟!!". [title]الأسرة.. المسؤولية الأولى[/title] "إن اكتشاف فرد موهوب وتنمية موهبته وإبداعاته لا يقل أهمية عن اكتشاف بئر للبترول أو منجم للذهب، إن لم يزد ..!!.. هذا ما قاله وزير تربية وتعليم إحدى الدول العربية في إحدى كلماته، مقرًا ومعترفًا بأهمية الموهوبين ودورهم في الارتقاء بالأمم، وجعلها ضمن التصنيف الأول من حيث الإبداع والتطوير.. في السياق يعرف الدكتور زياد الجرجاوي الباحث التربوي والاختصاصي الاجتماعي "الموهوب" بأنه الشخص الذي وهبه الله مجموعة من القدرات والمميزات التي لا يتمتع بها شخص آخر، لافتًا إلى أن مسؤولية اكتشافه -أي الشخص الموهوب- تقع على عاتق كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع بكافة مؤسساته. ويرى الجرجاوي في حديث لمراسلة صحيفة "الشباب" أن اهتمام الأسرة -على اعتبار أنها المؤسسة التربوية الأولى- بأطفالها ومتابعتها المستمرة لنشاطاتهم واهتماماتهم أمر شديد الأهمية ومن شأنه أن يسهم في اكتشاف الموهبة، متابعًا: "بعض الأسر ولتدني مستوى ثقافتهم يقتلون موهبة أبنائهم من خلال السخرية منهم أو وقوفهم عائقًا أمام رغبتهم في تدعيم هذه الموهبة بالدراسة والتدريب أو حتى الممارسة". ويؤكد أن مثل هذه التصرفات لا تولد عند هؤلاء الموهوبين إلا مشاعر من الكبت والحرمان والكره أيضًا. [title]إهمال وجهل..[/title] ويحذر الباحث التربوي من إهمال بعض الدول وخاصة العربية رعاية الموهوبين لما يترتب على ذلك من تخلف وتأخر في كافة مجالات الحياة فيها فضلا عن هجرة أصحاب هذه العقول. ولفت إلى أن غياب البرامج والميزانيات الخاصة بفئة الموهوبين تدفع هؤلاء إلى ترك مواهبهم والبحث عن مصادر رزق أخرى وتحويلهم إلى أشخاص عاديين.