بعد شهور من الأخذ والرد بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة المنظمة بشأن تأخير أعمال بناء الملاعب وتجهيزها، ستكون استعدادات البرازيل تحت المجهر عند انطلاق كأس القارات التاسعة، السبت، التي تعتبر بروفة أساسية قبل عام من انطلاق كأس العالم. وتقام البطولة المقررة من 15 إلى 30 يونيو الحالي في 6 مدن برازيلية هي: برازيليا وبيلو هوريزونتي وفورتاليزا وريسيفي وريو دي جانيرو وسالفادور. ولا يدخل المنتخب البرازيلي صاحب الضيافة وحامل اللقب، البطولة مرشحا كما جرت العادة، خصوصا بعد تراجع تصنيفه العالمي إلى المرتبة الثانية والعشرين، كما أن التشكيلة الحالية في حاجة إلى بعض الوقت كي يتم الانسجام بين كامل أفرادها. وبالإضافة إلى البرازيل، تشارك إسبانيا بطلة أوروبا والعالم، وإيطاليا وصيفتها في القارة العجوز، وأوروغواي والمكسيك ونيجيريا واليابان وتاهيتي. وتلتقي البرازيل مع اليابان، السبت، في المباراة الافتتاحية على ملعب ماني غارينشا في العاصمة برازيليا. وستكون البطولة فرصة امام كتيبة المدرب فيليبي سكولاري الذي قاد منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي للمرة الخامسة عام 2002، وإلى اكتساب الخبرة والاحتكاك ورفع المعنويات قبل البطولة الكبرى المقررة بعد عام من الآن. وخاضت البرازيل تجربتين استعدادا لبطولة القارات، فتعادلت مع إنجلترا 2-2 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو، وفازت على فرنسا 3-صفر في بورتو أليغري. لكن إلى جانب السؤال الذي يطرحه كثيرون بشأن قدرة المنتخب الحالي بقيادة النجم نيمار، المنتقل حديثا إلى برشلونة الإسباني على إحرز لقب البطولة، فإن الأنظار ستكون مسلطة على قدرة البرازيل وجاهزيتها على استضافة أفضل كأس عالم على الإطلاق العام المقبل. وقال وزير الرياضة ألدو ريبيلو "ستساعدنا بطولة القارات على التحضير جيدا لكأس العالم. إذا سارت جميع الأمور بشكل جيد في ما يتعلق بالأمن، المواصلات، المطارات والمراقبة، سأكون سعيدا". أما أمين عام الاتحاد الدولي جيروم فالك فقال "بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها جميع الاطراف، سنكون على الموعد بالطبع، ربما مع بعض التأخير في التسليم". وواجهت اللجنة المنظمة صعوبات في إنهاء أعمال البناء أو ترميم الملاعب الستة التي تستضيف منافسات كأس القارات وذلك بسبب الإضرابات المتكررة للعمال. وقال رئيس فيفا جوزيف بلاتر في مؤتمر صحفي عقده في ريو دي جانيرو، الخميس، ردا على التأخير في الأعمال "أعتقد بأن بعض المشكلات ستحل في الدقيقة الأخيرة". [title]منتخب البرازيل[/title] وبالعودة إلى المنتخب البرازيلي، فإن المدرب فيليبي سكولاري وكتيبته يواجهان ضغوط كبرى من الرأي العام المحلي لإحراز اللقب. ويستهل المنتخب البرازيلي مشواره ضد اليابان بطلة آسيا، وهو مرشح للفوز خصوصا لأن الفريقين التقيا في نوفمبر الماضي وفازت الدولة الأميركية الجنوبية برباعية نظيفة. وللمفارقة، كانت تلك المباراة الأخيرة لمدرب البرازيل السابق مانو منيزيس قبل تولي سكولاري ومساعده كارلوس ألبرتو باريرا، الذي قاد البرازيل بدوره إلى اللقب العالمي عام 1994، الإشراف على المنتخب. واعتبر النجم البرازيلي نيمار أن فريقه لن يستخف بمنافسه الذي يضم لاعبين كبار أثبتوا أنفسهم في أكبر الأندية الأوروبية وعلى رأسهم شينجي كاغاوا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقال في هذا الصدد "اليابان منتخب قوي ولا يمكن الاستخفاف به. كيسوكي هوندا وكاغاوا لاعبان رائعان، كما أن الفريق يتمتع بتماسك كبير". ولم يعرف بعد ما إذا كان سكولاري سيعتمد على التشكيلة ذاتها التي فازت على فرنسا كما لمح إلى ذلك بعد المباراة، لكن النقاد يشيرون إلى إمكانية قيامه بتغيير وحيد هو أن يطلب من قلب الدفاع دافيد لويز التقدم إلى الوسط على حساب باولينيو وإشراك مدافع بايرن ميونيخ الألماني دانتي إلى جانب قائد الفريق وصخرة الدفاع تياغو سيلفا. [title]ترقب ياباني[/title] واعتبر لاعب وسط اليابان ياسوهيتو إيندو، أفضل لاعب في آسيا سابقا، أن فريقه جاهز لمواجهة البرازيل، وقال "نريد أن نترك انطباعا أفضل من مباراتنا الأخيرة ضد البرازيل. لا نريد أن تتكرر نتيجة المباراة الودية بيننا قبل عدة أشهر".