23.02°القدس
22.65°رام الله
21.64°الخليل
25.27°غزة
23.02° القدس
رام الله22.65°
الخليل21.64°
غزة25.27°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: كيري بدأ فاشلاً

أعلنت (إسرائيل) بشكل رسمي على لسان أحد قادتها أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فشل في تحقيق تقارب فلسطيني إسرائيلي وان مهمته انتهت دون أن تحقق النتائج المرجوة منها وهي العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. ما أعلن عنه من قبل الصهاينة لم يكن مفاجئا؛ بل كانت هذه النتيجة المتوقعة منذ اللحظة الأولى من جولة كيري للمنطقة ولذلك أسباب كثيرة ولعل من أهمها أن الإدارة الأمريكية لا تحمل مشروعا جديدا يمكن أن تحقق توازن في الموقف الأمريكي، أو تحمل جديدا يمكن أن يعول عليه، كما أن أمريكا دخلت كوسيط بين الجانبين وكان من المفترض أن يكون هذا الوسيط نزيها أو محايدا؛ إلا أن الأمر كان على عكس ذلك، فرغم أن تحركات كيري جاءت بعد فوز اوباما بولاية ثانية حررته على الأقل من الناحية الشكلية من قيود اللوبي الصهيوني إلا أن الإدارة الأمريكية بقيت على انحيازها الكامل إلى جانب الاحتلال الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، وإضافة إلى ذلك ما حمله كيري إلى المنطقة لم يكن إلا المشروع الصهيوني الذي حدده نتنياهو في ولايته الأولى في خطابه الشهير في جامعة بار أيلان. لذلك كيري حمل الفشل منذ اللحظة الأولى ، إلا أن الرجل كان يأمل أن يجد لدى الفلسطينيين ما يمكن أن يقدموه من أجل أن يقنع نتنياهو بالقبول بالجلوس مع الفلسطينيين من اجل الوصول إلى تسوية ناسيا انه لم يعد مع الفلسطينيين أي ورقة يمكن أن يساوموا عليها وأنهم نفذوا كل ما طلب منهم وآخره ما قام به العرب نيابة عنهم من إحياء للمبادرة العربية وأضافوا عليها فكرة تبادل الأراضي، الفكرة التي طالبت بها الإدارة الأمريكية الجانب الفلسطيني والعربي من أجل إرضاء نتنياهو ومساعدته على الهبوط عن الشجرة وفق ما جرى من حديث بين كيري وتسيبي لفني . حتى مشروع كيري حول السيطرة الأمنية الثلاثية المشتركة على منطقة غور الأردن لم تقنع نتنياهو وتشكل له دافعا نحو العودة لطاولة المفاوضات رغم أن المشروع يخدم فكرة السيطرة الصهيونية على منطقة الغور الخط الحدودي الأطول مع فلسطين المحتلة من عام 48 . سعت الإدارة الأمريكية خلال جولتها إلى تحقيق مطلب الاعتراف بيهودية الدولة سواء من قبل العرب أو من قبل الفلسطينيين دون أن يكون هناك أي ضمانات أو تعهدات بوصول الطرفين إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى نتيجة مفادها إقامة الدولة الفلسطيني على اقل من 22% من مساحة فلسطين التاريخية مع فكرة تبادل الأراضي بين الجانبين بما يضمن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى داخل حدود الكيان لو تم بالفعل إقامة دولة فلسطينية وأخرى يهودية. وحتى لو نفذ الفلسطينيون هذا الشرط ومعهم العرب لن يعترف قادة الاحتلال بدولة فلسطينية، وذلك لعدم وجود ما يجبرهم على ذلك، الفلسطينيون لا يملكون أي ورقة ضغط في ظل الانقسام وملاحقة المقاومة وتقديم أدنى سقف لهم 22%، أمريكا منحازة بالكلية إلى جانب الاحتلال والملف الفلسطيني الإسرائيلي ليس أولوية مقابل جنوب شرق آسيا، الفعل العربي غائب ضعيف متهاوي، وعليه لماذا لا يتمادون في مشروعهم إلى ابعد الحدود وينفذونه بشكل متسارع وقبل أي تغيير في المنطقة قد يشكل تهديدا لهم في المستقبل. فشل المساعي الأمريكية ناتج عن تعنت صهيوني أفشل مشروع التسوية مرة أخرى، إذن كيف يمكن أن نواجه نحن الفلسطينيون هذه الحالة ، نحن نرى أن الحل يكمن في حوار فلسطيني فلسطيني شامل على قاعدة حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وتعزيز وحدة الصف بعد أن تعلن السلطة فشل مشروع التسوية بسبب تعنت الجانب الصهيوني، هذا الحوار الفلسطيني يجب أن ينتهي بإستراتيجية فلسطينية ترسم خارطة طريق في كيفية التعامل مع المخطط الصهيوني، هذه الخارطة يجب أن تفعل كل أدواتها وعلى رأس هذه الأدوات المقاومة المسلحة رغم الأثمان التي ستدفع مقابل ذلك، وضرورة أن تقطع السلطة علاقاتها المالية من الولايات المتحدة والغرب والعودة إلى تفعيل البعد العربي المنقطع والمستخدم في السابق من أجل تمرير الهبوط الفلسطيني في المواقف والتنازلات، كذلك تفعيل البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية بعد تحميل الكل المسئولية الكاملة بعد طول غياب.