بمشاركة أكثر من خمسة عشر ألف مواطن عربي.. شهدت مدينة بئر السبع في الداخل المحتل عام 1948 أكبر مظاهرة في تاريخ عرب النقب، حيث انطلقت من خيمة الصمود التي أقامتها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني. وكان الإضراب العام, الذي سبق المظاهرة, قد ساد كافة القرى والتجمعات العربية في النقب, حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها وامتنع طلاب المدارس عن الوصول إلى مدارسهم فيما أغلقت كل من بلدية رهط ومجلس كسيفة وحورة واللقية أبوابها واستجابت للإضراب الذي أعلنته لجنة التوجيه العليا لعرب النقب. بينما رفض مجلس عرعرة النقب- مجلس معين وغير منتخب- الإضراب وألزم الموظفين في المجلس بمزاولة عملهم كالمعتاد وشهدت كافة مدارس القرى العربية في النقب إضرابا شاملا وغير مسبوق, فيما ألزمت وزارة المعارف المعلمين بالتواجد في المدارس, ومنعتهم المشاركة في المظاهرة وهددت باتخاذ إجراءات ضدهم . وتعتبر المظاهرة محطة تاريخية هامة في مسيرة الصمود والصراع على الأرض والمسكن بين السلطات الإسرائيلية وبين أصحاب الأرض الشرعيين من فلسطينيي النقب . وأكد الشيخ علي أبو قرن- مسئول الحركة الإسلامية في النقب- أن هذا يوم مفصلي في تاريخ النضال العربي الجماهيري في النقب لقد تخطى أهلنا في النقب عقدة الخوف التي رسمتها المؤسسة الإسرائيلية عبر العقود الماضية حيث كان يوما نضاليا مشهودا بامتياز نأمل على أهلنا في النقب أن يخرجوا في مثل هذه المناسبات بأطفالهم ونساءهم للذود عن حمى أرضهم وبيوتهم ". فيما ثمن محمد زيدان- رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية- صمود أهالي النقب وأبدى ارتياحه الشديد من نجاح المظاهرة. وأكد الشيخ خالد حمدان- رئيس بلدية أم الفحم- في كلمة ألقاها نيابة عن الحركة الإسلامية على حق أهل النقب في العيش بكرامة على أرضهم وفي بيوتهم وطالب بتوحيد الصف والكلمة. من جانبه، قال إبراهيم الوقيلي رئيس المجلس الإقليمي للقرى الغير معترف بها انه لا مساومة على الأرض ولا تفريط بها وبعث العديد من المتحدثين بتحية لشيخ الأقصى رائد صلاح المتواجد حاليا في لندن فيما تعالت حناجر المتظاهرين بالتحية والتقدير لشيخ الأقصى رائد صلاح. هذا وكانت الحركة الإسلامية في النقب قد نظمت حافلات من كافة القرى في النقب لنقل الأخوات والنساء إلى المظاهرة في بئر السبع.