25.52°القدس
24.93°رام الله
24.39°الخليل
26.32°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل24.39°
غزة26.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: فلسطيني جديد في غزة

ارتباط اسم عساف ببرنامج "أرب آيدول" منذ بداية بث موسمه الثاني، وحجم الدعاية المهولة التي رافقت ذلك أعطى مؤشرا لكل ذي لب أن الشاب الفلسطيني القادم من مخيم اللجوء في خانيونس، لن يكون إلا نجم برنامج الهواة الذي تحتكر حقوق بثه قنوات"ام بي سي" السعودية ، وهو ما كان. عساف هذا كان تقدم لبرنامج مشابه في رام الله، لم نسمع له صوتاً أو اسماً، مثلما كان الأمر في برنامج ما هو إلا تقليد لبرنامج أمريكي، الأمر الذي يضع القناة السعودية في واجهة الانتقاد ويثير تساؤلات الشك حول تجييش كل هذه الامكانيات من أموال ، إعلام ، اتصالات ودعايات، لترسيخ الاعتقاد خاصة لدى الفلسطينيين بأن البرنامج بغير "ابن غزة" لا قيمة له بل وجعله قضية رأي عام في فلسطين وهنا الطامة وكأننا فرغنا من قضايانا الجوهرية. لست منتقداً لعساف أو مهاجماً له ، بل لهذه القناة التي هاجمها الداعية السعودي محمد العريفي بقوله "قناة إم بي سي منسوبة لوطني قبلة المسلمين، ألهت الناس بالمطربين، ودماء أهلنا تُراق بسوريا، نساؤنا تغتصب، أطفالنا يُذبحون، عيب يا وطني"، مع العلم أن ما منحته القناة لعساف من امتيازات وجوائز ما هي إلا فتات مقابل ما حصلته من جيوب المصوتين. اتهام الشيخ العريفي للقناة ، يبرره تسريبات ويكيليكس، إذ ورد ذكر "إم بي سي" في إحدى الوثائق التي تتحدث عن لقاء بين شخصيتين أمريكيتين في إحدى مقاهي ستاربكس بجدة ، يقول أحدهما "أن الحكومة(الأمريكية) هي التي تدعم هذا الإنفتاح وترى أنها مضادة للفكر المتطرف" و"أن الحرب الفكرية هي السائدة هنا والإعلام الأمريكي عبر قنوات مثل إم بي سي وروتانا تكسب فكر المواطن العادي بطريقة لم تتمكن الحرة أو وسائل البروباجندا الأمريكية الأخرى من فعلها". هذه "الحرب الفكرية" بالتأكيد لم تكن غزة بمنأى عنها وهي التي تعرضت لحروب دموية لم تجدي نفعاً في تطويها، فكان عساف وهو ابنها الأداة التي سهلت اختراق جبهتها، للدفع باتجاه ايجاد نموذج يحتدى به يحل محل نموذج الشهيد والأسير وأن يكون الغناء بديلا عن المقاومة التي جعلت من غزة قبلة للأحرار. سل نفسك: لماذا سخرت السلطة كل طاقاتها لدعم "ابن غزة" وجعله صوتاً وسفيراً لفلسطين وتصوير الأمر كأنه انتصار لم تشهده فلسطين منذ نكبتها، وهي التي حقرت الشهداء وسفهت العلماء، بل إن القناة ذاتها أساءت لقضية الأسرى بزعم أن اضرابهم عن الطعام لاجل إعادة بث النقناة التي تحتكر بث المجون ، هذا في الوقت الذي تثار فيه الشكوك حول المفاوضات السرية منها والعلنية والتي يقودها كيري للوصول إلى حل يرضي طرفي المفاوضات. لقد نجح دايتون في تطويع الضفة لخدمة الأمن الإسرائيلي وايجاد الفلسطيني الجديد الذي يصافح "الجار الإسرائيلي" ويحمي وجوده ، وأخشى أن تكون عدوى المرض انتقلت إلى غزة ، نرى حال الأم فيها تودع ابنها إلى ميدان الغناء بدلاً من ساحة الفداء في ثوب جديد كما يراد للشرق الأوسط ككل من خلال تقسيم المقسم. لقد قالها أحد كبار الماسونية: كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوهم في حب المادة والشهوة.