على الرغم من الكارثة التي حلت بسكان قرية "جيوس" قضاء قلقيلية، التي تعد من القرى الأكثر تضررا بعد قيام الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري، وما يعانونه من انتهاكات جسيمة على يد الاحتلال بشكل يومي، الذي يعمد إلى اعتقال كل من يشارك في نشاطات ضد الجدار، تقوم الأجهزة الأمنية ممثلة بجهاز الاستخبارات العسكرية وقوات الأمن الوطني باقتحام القرية بعد التنسيق مع قوات الاحتلال لاعتقال المشاركين في الأنشطة المناهضة للجدار. فقد قام الجهاز يوم 23/6/2013 وقوات الأمن الوطني باقتحام القرية واعتقال 4 مواطنين منهم أطفال، وهم: محمد عبد الحليم بعجة -16 عاماً-، ويزن معن سليم -17 عاما-، وجهاد عمر عزات -20 عاما- وأحمد عبد الجابر سليم -21 عاما-، حيث حقق معهم في مقر استخبارات قلقيلية ولم يفرج عنهم إلا في 25/06/2013 في منتصف الليل بعد احتجاجات شديدة ومظاهرات في قرية جيوس. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت القرية قبل أيام واعتقلت عددا من الشبان وحاولت اعتقال صامد سليم إلا أنه لم يكن في البيت فأطلق الجنود مسيلة للدموع داخله أدت الى اختناق طفل عمره 3 أشهر نقل على أثرها إلى المشفى في حالة خطرة. وبعد فشل الاحتلال باعتقال صامد حاول جهاز الاستخبارات اعتقاله بتاريخ 24/6/2013 إلا أنهم لم يتمكنوا بسبب احتجاجات نشبت في القرية. وتقع قرية جيوس في منطقة "سي" تحت السيطرة الأمنية والعسكرية للاحتلال ولا تستطيع أجهزة أمن السلطة الدخول إلا بعد التنسيق مع قوات الاحتلال، وبذلك يبرز تنسيق الأجهزة في اعتقال الفلسطينيين.. فما تعجز عنه قوات الاحتلال تقوم به أجهزة أمن السلطة والعكس صحيح. يقول أحد النشطاء: "نحن تحت الاحتلال إما أن تقف السلطة على الحياد أو تساعدنا للتصدي للجدار وانتهاكات الاحتلال ولن نسكت ولن نسمح باعتقال أبنائنا من أجهزة أمن السلطة، لم يتبق لنا شيء نخسره أراضينا صودرت وجزء منها مخصص كمنتزهات وحقول تدريب للمستوطنين وجزء منها لتصريف مجاري المستوطنات المحيطة وجزء أخر سيطر عليه المستوطنون وأقاموا عليه بيوت متنقلة".