قال المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إنه قد سُجل منذ بدء انتفاضة الأقصى أكثر من 78 ألف حالة اعتقال، وأن قوات الاحتلال لم تستثنِ أحداً من اعتقالاتها، حيث شملت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني. ومن بين مجموع تلك الاعتقالات كان أكثر من 9 آلاف طفل دون الثامنة عشر، وأكثر من 950 مواطنة، وقرابة 60 نائباً ووزيراً سابقاً، إضافة لعشرات الصحفيين والأكاديميين ومئات القيادات السياسية والمهنية والاجتماعية. ولا تزال "إسرائيل" تحتجز قرابة خمسة آلاف أسير، في ظل ظروف قاسية تفتقر للحد الأدنى من الحقوق الإنسانية التي تنص عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي وتعريضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، ما يشكل خطرا على صحة وحياة الأسرى والأسيرات. وتشكل الغالبية العظمى (83.5%) من المعتقلين من سكان الضفة الغربية، و8.7% من سكان قطاع غزة، والباقي من القدس والـ 48، وهؤلاء جميعاً موزعين على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أبرزها النقب، نفحة، ريمون، جلبوع، شطة، عوفر، عسقلان، هداريم، وايشل وأهلي كيدار، هشارون، الرملة ومجدو. وحول الحالة الاجتماعية للمعتقلين، أشار فروانة في تقريره إلى أن عدد المتزوجون بلغ نحو 29,6% من المجموع الكلي، وعدد الأسرى غير المتزوجين يشكلون ما نسبته 70,4% تقريباً. [title]أطفال ونساء[/title] ومن بين الأسرى يوجد 234 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، و51 طفلاً منهم تقل أعمارهم عن 16 عاماً، و15 أسيرة أقدمهن لينا الجربوني المعتقلة منذ ما يزيد عن 11 عاماً، و14 نائباً بالإضافة إلى وزير سابق، و153 معتقلا اداريا دون تهمة أو محاكمة، وأكثر من 25 أسيرا يخوضون اضراباً عن الطعام منذ فترات متفاوتة بعضهم منذ ما يزيد عن الشهرين، بالإضافة لمئات الأسرى المرضى. [title]السجن المؤبد [/title] وأشار التقرير إلى أن من بين الأسرى يوجد 537 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد مدى الحياة لمرة واحدة أو لمرات عدة. وهناك 103 أسيرا من بين مجموع الأسرى، يُطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح "الأسرى القدامى" وهم منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو، بينهم 83 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، وأن من بين هؤلاء أيضا 24 أسيراً مضى على اعتقالهم ما يزيد عن ربع قرن، ويعتبر الأسير كريم يونس المعتقل منذ أكثر من ثلاثين عاماً أقدم الأسرى عموماً. [title]الشهداء الأسرى[/title] وأشار التقرير إلى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 204 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح والرصاص الحي ضد الأسرى آخرهم كان الشهيد "ميسرة أبو حمدية"، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي أمثال أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد القافلة تطول. ودعا فروانة كافة جماهير شعبنا وفصائله الوطنية والإسلامية كافة ومؤسساته المختلفة، إلى تفعيل دورهم التضامني والارتقاء بمستوى أدائهم بهدف تفعيل قضية الأسرى بما يليق بتضحيات الأسرى ومكانة قضيتهم ويساهم في وضع حد للانتهاكات المقترفة بحقهم وتحسين ظروف حياتهم على طريق إطلاق سراحهم جميعا وعودتهم إلى أهلهم وعائلاتهم.