26.08°القدس
25.85°رام الله
27.75°الخليل
27.43°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.75°
غزة27.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مبادرة جنيف ولقاءات التطبيع

يمر الأقصى بمرحلة مصيرية ومفصلية, في ظل تزايد الدعوات إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم، ونحن لازلنا نبحث عن خيار السلام المجهول ونعقد اللقاءات التطبيعية مع قادة وجنرالات الاحتلال لإرضائهم. في الوقت الذي عقد المؤتمر الوطني الشعبي في نابلس السبت الماضي الذي طالب بإلغاء "المخطط المكاني" في الضفة المحتلة، وحذر من استيلاء المستوطنين على الأراضي المحظور البناء فيها، استقبلت قيادات من حركة فتح والسلطة الفلسطينية الأحد الماضي وفداً من الأحزاب الصهيونية يضم نوابا من حزبي الليكود وشاس المتدينين وأعضاء مجالس بلدية يهودية وحاخامات ومستوطنين ومستشارين سياسيين صهاينة، في لقاء نظمته "مبادرة جنيف" المشئومة لبحث سبل استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في مدينة رام الله، في جو حميمي بين الطرفين بإقامة مائدة طعام على شرف الضيوف، هو صورة من صور التطبيع وتوفير الغطاء للاحتلال للاستمرار في بناء المستوطنات وتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى في ظل هذه اللقاءات الحميمية التي تجرى على قدم وساق بين "الأصدقاء الأوفياء". وهنا لابد أن نسأل أنفسنا سؤالا واحدا وهو: هل يعقل في ظل المخطط الاستيطاني التوسعي الجديد الذي تقوم على تنفيذه الحكومة اليمينية المتطرفة يقضي بوقف التوسع العمراني لقرانا وبلداتنا الصامدة المرابطة أمام الطوفان الاستيطاني، المترقب والمتأهب لتنفيذ المخطط الانحلالي الاحتلالي الاستيطاني بما يعرف بـ "المخطط المكاني" الذي سيستحوذ على عشرات القرى والبلدات الفلسطينية ومصادر المياه والأراضي الخصبة في الضفة المحتلة وأيضا إنشاء مخطط "قدس الأقداس" مكان ما يسمونها "القاذورات"، في إشارة إلى مسجد قبة الصخرة، الهادف إلى إزالة الوجود السكاني الفلسطيني تماما في المناطق العربية في مدينة القدس وتهيئتها لاستبدالها بمستوطنين كي يتم ضم هذه الأماكن العربية إلى كيانهم الزائف. فالجديد هذه المرة أن المؤسسة الرسمية الإسرائيلية التي لم تكن تعلن عن هذه المخططات ولا تؤيدها أو تنفيها بشكل علني أصبحت اليوم تتبنى ما قام به المعماري الإسرائيلي "جدعون حرلب", الذي وضع خرائط ومخططات تفصيلية لما سيكون مكان الصخرة. هؤلاء المتطرفون الذين نضع أيدينا بأيديهم ونتعانق معهم بالأحضان والقبلات ونقيم لهم موائد الطعام ونفرش لهم الطريق بالبساط الأحمر ونزينها بالورود، هم الذين أصدروا فتوى بهدم الأقصى و مسجد قبة الصخرة واستبداله ببناء مطاهر للهيكل وإعداد ملابس كبار الكهنة وهو ما تم بالقصور الأموية، وبناء الشمعدان من 45 كيلو من الذهب الذي كتب عليه أنه سيوضع فوق "قدس الأقداس" (مكان قبة الصخرة)، وتحريم دخول الفلسطينيين للأقصى وأداء الصلوات وتبيح لليهودي بالدخول وأداء طقوس دينية في باحاته. هؤلاء الذين نعتبرهم "الأصدقاء الأوفياء" يدعون المستوطنين للصعود للهيكل وإعطائهم جوائز وتشجيعهم على عقد قرانهم وتقديم قرابين على بوابات الأقصى بمساعدة من الحكومة وكافة أذرعها من وزراء وأعضاء كنيست. إن الأدهى والأمر في قضيتنا أننا رحماء مع عدونا وأشداء على بعضنا، نتصافح ونتعانق ونجلس مع عدونا حتى ولو كانت المسألة فيها نوع من المذلة والخضوع والإذعان لشروطه وإملاءاته وقراراته، وهذه المسألة واضحة فيما يتعلق بالتنسيق والتعاون الأمني الذي لا يمكن لأحد إنكار وجوده بين الجانبين، ونحن كشعب فلسطيني آمنا بالانقسام طويلا ولازلنا نعشقه ولا نريد التخلص منه ومن ويلاته ومساوئه، حتى قست قلوبنا على بعضنا البعض وأصبحت المصالحة من رابع المستحيلات. لذا يتطلب الأمر وحدة وطنية لمواجهة المخططات الصهيونية الاستيطانية ووضع خطط وطنية لحماية الأرض وفرض وقائع فلسطينية على كل شبر من الأراضي الفلسطينية وتشجيع إقامة المشاريع العمرانية والاستثمارية في المناطق المجاورة للجدار والمستوطنات وإيصال الخدمات لها، من خلال تسهيل معاملات ترخيص البناء، وتعزيز وتشجيع البناء في مناطق المصنفة (ج)، وتشجيع التوسع الأفقي لمواجهة مخاطر التوسع الاستيطاني.