• بينما تُصفد شياطين الجن في شهر رمضان يعلو صوت شياطين الإنس في ظاهرة غريبة أشبه ما تكون بظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن أسباب طبيعية وصناعية وتغيرات مناخية. • شياطين الإنس هذه الأيام في الكتيبة المتقدمة للإعلام, فقد أدت المتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية إلى انطلاق موجة إعلامية ساخنة مدعومة بأموال خليجية ضربت مصر وغزة. • من بين خصائص "رمضان تموز" أنه يؤدي إلى هجرة مصلين من مساجد إلى أخرى بحثا عن المكيفات والأصوات الندية, ولكن القاسم المشترك بين معظم المساجد المفرقعات النارية التي تضفي جوا من الإرهاب على المصلين ما يسبب نقض وضوء بعضهم خلال الصلاة. • بناء على تجارب مواسم رمضانية ماضية فإن مستوى العنف والجنح حتى الجريمة يرتفع رغم أنه شهر الرحمة خصوصا في الأسواق خلال الساعة الأخيرة قبل الإفطار. • على مستوى الأسرة مثلا ترتفع نسبة العصبية لدى المدخنين لدرجة أن بعض الزوجات تتحسب مع دخول الشهر الفضيل من "عكننة وعصبية زوجها", في حين أن بعض الإحصاءات أشارت إلى ارتفاع "نسب الطلاق الرمضانية". وخلال العام الماضي وردتنا حالة لزوج وصل المحكمة ليطلق زوجته مبكرا، وكان الخلاف قد نشب عندما لم توقظه للسحور فاشتاط غضبا على اعتبار أنه "يحمل الجميع جميلة بصيامه". • يتعرض المواطن العربي من المحيط إلى الخليج لتشكيلة واسعة من موائد المسلسلات التي أصبحت مقرونة برمضان، فالسياسة وغسيل الدماغ حاضران في المضمون. سنبقى عرضة للتأثير من رؤوس الأموال التي تحتكر الإنتاج الفني بل من الصعب اليوم أن تنصحهم: "يا شيخ هذا حلال وذاك حرام". نحن بحاجة إبداعات تدخل المنافسة على عين المشاهد وعقله. • شهوة العين في الأسواق والبطن عند الإفطار تغريان التجار برفع الأسعار في رمضان, مثلا: تنخسف ضمة البقدونس وتصبح ضمة الجرجير عزيزة, وترتفع بورصة الخضراوات عموما. المشهد يتكرر كل عام دون أن نعدل سلوكنا في حين تبقى الفكة أزمة الأزمات حتى صبيحة عيد الفطر. • يبقى عريس رمضان الحاضر في كل عام سمة أساسية في بلادنا, وليس هناك أجمل من هذا الغزل العفيف, والأفضل أن تقرأ هذه الأبيات خلال الإفطار حتى لا يسيل لعابك. يقول زين القضاة السكندري في القطائف: لله در قطائـف محشــوة *** من فستق دعت النواظر واليـدا شبهتها لما بدت في صحنها *** بحقاق عاج قد حشين زبرجـدا ويقول الشاعر سعد الدين بن عربي في القطائف والكنافة: وقطائف مقرونة بكنافـة *** من فوقهن السكر المـذرور هاتيك تطربني بنظم رائق *** ويروقني مـن هذه المنثـور