في مصر اختلط الحابل بالنابل بعد عودة حكم العسكر والانقلاب على الشرعية، ولا شك أن عودة الاستقرار بحاجة إلى عدة أشهر من منظور متفائل، والعيون تتركز إلى شوارع مصر وميادينها وتصريحات القادة من الجانبين، ولكن هناك مأساة تتفاقم ولا أحد يلقي لها بالاً، ألا وهي حصار غزة الذي بدأ يشتد بوتيرة عالية مع الهجمة الشرسة على الأنفاق؛ الشريان الوحيد الذي يصل غزة بالعالم، وهذا يعني عودة شبح المجاعة وموت المرضى وشل الحركة الاقتصادية الضعيفة أصلاً، ولا بد من استدراك الأمر قبل فوات الأوان. هناك أطراف فلسطينية لا هم لها سوى خدمة أهدافها الفصائلية وكسب جولات في معركة لا تخدم الشعب الفلسطيني والتي تسببت في الانقسام وحصار الشعب الفلسطيني، تلك الأطراف لا بد لها أن تنتبه أن شعبنا في غزة هو ضحية الأولويات المقلوبة والصراعات الفصائلية، فجميع الفصائل دون استثناء مطالبة بالوقوف ضد حصار قطاع غزة، فهذه هي الأولوية على هامش ما يحدث في مصر، يجب حماية قطاع غزة وفك الحصار عنه بدلاً من تشجيع الانقلابيين في مصر على المضي قدماً في هدم الأنفاق وإغلاق معبر رفح، فلا يحق لأية قوة في العالم سواء (إسرائيل) أو الجيش المصري خنق غزة وإبادة أهلها، ونحن نطالب القيادة الفلسطينية بما فيها قادة الفصائل إثارة موضوع غزة بتجرد وبعيداً عن الحسابات الفئوية لرفع الحصار عن غزة، لقد أهدرت الفصائل الكثير من وقتها في الاجتماعات من أجل أمور وهمية منها التدخل في الشأن المصري، والأصل أن تحرص تلك الفصائل على شعبنا في غزة وسلامته أكثر من حرصها على نسج الأوهام من أجل الوقيعة بين مصر وغزة. أعتقد أن قطاع غزة لن يحتمل المزيد من الحصار، ولا بد من تقديم الشكاوى للمجتمع الدولي ولمؤسساته المختلفة، وكذلك لا بد من حركة جماهيرية استباقية رفضاً للحصار وحتى لا تتفاقم الأزمة ونبدأ بعد ضحايا الحصار مجدداً، فغزة مقبلة على أيام وأسابيع صعبة للغاية، ولا بد أن يتحمل الجميع مسؤولياته بدلا من السكوت أو اللامبالاة او حتى القيام بما يجلب الضرر لغزة وأهلها