باتت المؤسسة الإسرائيلية الرسمية بكل أذرعها وفي مقدمتها الحكومة الإسرائيلية تكثف نشاطها في قضية القدس والمسجد الأقصى وما تطلق عليه الهيكل المزعوم، عبر نشاطات وحملات متعددة، بل بات من الواضح أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" يقود بشكل مباشر هذه الحملات. وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها الخميس إن "اقتحامات وزراء الاحتلال ونوابه للأقصى مؤخراً وتصريحاتهم حول تقسيمه وتسريع بناء الهيكل، تعزز هذه الفرضية، في حين يرصد الاحتلال ميزانيات ضخمة لتنفيذ مشاريع عملاقة لتهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى ومحيطه القريب، ما يتطلب موقفاً وحراكاً إسلامياً على أعلى مستوى من أجل الوقوف ضد هذه المخططات. ودللت المؤسسة على ذلك بما نشر عن حملات إعلامية عالمية ترويجية "سياحية " يقودها "نتنياهو" في الأشهر الاخيرة، عبر تصوير حلقات لبرنامج تلفزيوني أمريكي مشهور يحمل أسم "قناة السفر" يلعب فيها "نتنياهو" الشخصية المركزية. ويقدم نتنياهو فيها شروحاً للرواية الإسرائيلية، والتي كان آخرها تصوير حلقة خاصة للترويج "سياحياً" للأنفاق التي حفرها ويحفرها الاحتلال أسفل المسجد الأقصى –النفق اليبوسي (نفق الجدار الغربي)- الذي يمتد على مسافة نحو 500 متر أسفل الأقصى ومحيطه الملاصق من منطقة باب المغاربة وحتى المدرسة العمرية، اسفل الجدار الشمالي للمسجد الأقصى, كما تضمنت الحلقة المذكورة شروحاً عن الهيكل المزعوم. وبحسب ما ورد في تقرير صحيفة "إسرائيل اليوم" فإن نتنياهو زار موقع الأنفاق برفقة زوجته وابنه، قبل نحو أسبوعين في منتصف الليل وتجول فيها، وقدم شروحاً عن الحجارة الضخمة التي بني منها الجدار الغربي أو ما يطلقون عليه الهيكل المزعوم، ومنها حجر ضخم زنته 600 طن، مدعياً أنه من بقايا الهيكل المزعوم، وهو يشرح عن الصلاة اليهودية التي لم تنقطع أمام أقرب نقطة لـ "قدس الأقدس" – وهي نقطة وسط النفق اليبوسي تقع مباشرة مقابل قبة الصخرة المشرفة التي يسميها الاحتلال قدس الاقداس، والنقطة أشبه بكنيس يهودي وسط الأنفاق. بالإضافة إلى دعوة "نتنياهو" إلى زيارة الموقع قائلاً -وهو يتلمس الحجارة الضخمة-: "من الضروري جداً لمس هذه الحجارة، من الضروري مجيئكم إلى هنا واستشعار هذه الحجارة".