26.08°القدس
25.85°رام الله
27.19°الخليل
27.83°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.19°
غزة27.83°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ليس دفاعاً عن الأنفاق

مَنْ أولى بالهدم والتدمير الأنفاق أم جدار الفصل العنصري ؟! الأنفاق حالة استثنائية لجأ إليها الفلسطيني لكي يبقى على قيد الحياة بكرامة واحترام . لم يحاول النظام العربي المشاركة في حلّ أزمة الحصار الذي فرضته دولة الاحتلال على (1.8 مليون نسمة ). بعض دول النظام المحترم شاركت في تشديد الحصار ، فكانت الأنفاق محاولة شعبية للتغلب على هذه الحالة . مشهد هدم الأنفاق بعد انقلاب الجيش على الرئيس المدني المنتخب يحكي تعاوناً وثيقا مع دولة الاحتلال ، وكأن ثمة مقايضة عاجلة بين الطرفين بحيث تسمح حكومة الاحتلال بدخول كتائب جديدة إلى سيناء في مقابل أن يقوم الجيش فوراً بهدم الأنفاق ، بعد أن تهيأت الساحة الإعلامية لعملية الهدم من خلال القصص المفبركة والمختلفة . عمليات الهدم تعيدنا إلى فترات الحصار المشدد ، وإلى فقدان السلع وإلى ارتفاع الأسعار ، وهي أعمال فيها إضرار مباشر بحياة السكان ، ولا مصلحة لمصر في عملية الهدم ، بل إن المواطن السيناوي و الرفحي يتضرر في مصالحه التجارية مع غزة ، ويزداد عبء سيناء على الحكومة المركزية . ثمة تحريض من السلطة في رام الله، ومن تل أبيب ، ومن عملائهما في الإعلام المصري على الأنفاق ، وعلى غزة ، حتى إن الإعلامي عمرو أديب قال على الهواء :إن الفلسطينيين (يستحقون القتل ؟!) وفي الوقت نفسه ضرب تعظيم سلام على الهواء للإسرائيليين ؟!. تخيل الفلسطيني يستحق القتل ؟! هكذا بلغة عنصرية ، وبتعميم يدل على الكراهية . وتخيل أن حزب الحرية والعدالة كان يعد مشروع قانون لكي يعامل الفلسطيني معاملة المصري ؟! وهو قانون يذكرنا بفترة حكم عبد الناصر والقوميين العرب ؟! عبد الناصر كان يعامل الفلسطيني معاملة المصري وهو أمر جعله الأكثر شعبية بين الفلسطينيين رغم النكسة في 1967م. هدم الأنفاق يعيدنا إلى واقع جديد هو أسوأ من واقع حكم مبارك في حالة الإصرار على مواصلة الهدم . الهدم يضع علامات شك على فكرة التحرير ، وعلى فكرة إن قضية فلسطين قضية عربية إسلامية ، فأين العروبة ؟ وأين الإسلام ؟ وأين التحرير في عمليات هدم الأنفاق التي يعتاش منها الفلسطيني ليبقى كريماً؟. ما نقوله في هذا المقال ليس دفاعاً عن ظاهرة الأنفاق نفسها ، وإنما هو دفاع عن حق الشعب الفلسطيني بحياة حرة كريمة ، هو دفاع عن حقه الوطني بمقاومة الحصار وبالتغلب على السياسة الصهيونية العدائية . وقد عرضت غزة وحكومتها على الطرف المصري فتح معبر تجاري ، أو إنشاء منطقة تجارة حرة حدودية تكون بديلا عن ظاهرة الأنفاق غير أن أجهزة الأمن والجيش تتلكأ في الإجابة وتضمر الرفض ، والمستفيد الوحيد من هذا الرفض هو الطرف الصهيوني . إن ما يحدث الآن من عمليات هدم متتالية يُمَثّل عدواناً صارخاً على حق غزة في الحياة الكريمة . وهو علاقة على مشاعر عدائية يحملها الجيش و الأمن ضد غزة وسكانها ، وهو عملياً إقحام لغزة ولحماس في الشأن المصري، حيث نأت حماس وغزة بنفسها عن تطورات الحالة المصرية المرتبكة ، لأن غزة لن تقبل أن تعود إلى حالة الموت البطيء ، والحصار العدواني الظالم . كان الأولى بمصر أن تفكر بهدم جدار الفصل العنصري في الذكرى التاسعة لصدور رأي محكمة العدل الدولية بعدم قانونيته ؟!.