26.08°القدس
25.85°رام الله
27.19°الخليل
27.83°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.19°
غزة27.83°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: عودة بائسة بقرار منفرد

عريقات يعود إلى ليفني قريباً كما صرح بذلك جون كيري . الاشتياق الوطني الثنائي يعود ليتفوق على الجزيرة وبرنامجها كشف المستور. أمام عريقات فرصة لكي يستكمل مسودات كشف المستور رغم أنف الجزيرة ورغم أنف الشعب الفلسطيني . الطريق إلى استكمال ما انقطع من حبل الوصال ينبغي أن يكون سرّيا كما قال كيري في مؤتمره الصحفي في عمان قبل المغادرة إلى واشنطن. عودة عريقات إلى ليفني فيها تحدٍّ سافر لمواقف فصائل الشعب الفلسطيني الوطنية والإسلامية بما فيها فصائل تتواجد في م ت ف . العودة هي ردّة عن القرار الشعبي، وردة عن الإرادة الوطنية الفلسطينية التي أجمعت باستثناء جزء من فتح على رفض العودة إلى المفاوضات . وهي ردّة حتى عن قرار رئيس السلطة نفسه الذي اشترط للعودة أن تكون حدود 1967 هي المرجعية ، مع تجميد الاستيطان ، فها هو يعود بدون الحصول على أحد من الشرطين. يعود عريقات إلى ليفني بقرار منفرد لرئيس السلطة ، وهو قرار باطل ولا يُعبر عن الإرادة الشعبية ، التي هي مصدر السلطات ، ومن ثم فهي عودة باطلة ، ومخرجاتها باطلة أيضاً ، وما بني على باطل فهو باطل ، ولا يوجد مبرر وطني للعودة السرية للمفاوضات ، لأن من يريد أن يتحدث في قضايا الثوابت الوطنية وقضايا الحلول النهائية عليه أن يكون واضحاً مع الشعب ، وأن يصارح شعبه بكل ما في رأسه وفكره ، وعليه أن يحصل على تفويض علني من الشعب بآليات ديمقراطية شفافة . يعود عريقات إلى ليفني في ظل وضع سياسي عربي في غاية الارتباك والاضطراب ليس في مصر فحسب بل في كامل المنطقة العربية ، وهو وضع لا يوفر فرصة معقولة لهذه العودة البائسة ، التي تعني الخضوع الفلسطيني لعملية ابتزاز مجرمة من أميركا وإسرائيل ، حيث ينشغل العالم العربي بنفسه، وينشغل الفلسطيني بمتابعة المشهد العربي المرتبك وقراءة تداعياته عليه وعلى قضيته . يعود عريقات إلى ليفني دون قراءة ذاتية لحالة الضعف التي يعاني منها، وبدون قراءة حقيقية لليفني كشخصية صهيونية مفاوضة تبحث عن حماية المشروع الصهيوني، و إقرار يهودية الدولة ، ودون النظر في الموقع الجديد لليفني كوزيرة عدل تخضع لإدارة نتنياهو وقراره ، ولا يمكن لها أن تخرج قيد أنملة عما يقرره ، أو تقرره الحكومة اليمينية المتطرفة . ومن ثم يمكن القول بأن هذه العودة هي عودة فاشلة ، وهي مضيعة للوقت ، ولا توجد مبررات سياسية حقيقية لهذه العودة المشؤومة . المستفيد من هذه العودة اثنان: الأول جون كيري الذي يرغب أن يسجل في سيرته الذاتية نجاحاً شخصياً له كسياسي محترف وكقيادي يملك قدرات مؤثرة في حل النزاعات. والثاني هو الطرف الإسرائيلي وحكومة نتنياهو التي ستحظى بغطاء فلسطيني يمنحها جواز سفر في علاقتها مع الأنظمة الدولية والأوروبية التي تلوم تعنتها ، والتي تحاول محاصرة سياساتها الاستيطانية . هذه العودة البائسة فيها إفشال لكل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية التي عملت على مدار أعوام لنزع الشرعية عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ولنزع الشرعية عن الاستيطان