الغرس الطيب الذي بذره الشهيد صالح التلاحمة -رفيق الشهيد المهندس يحيى عياش- ابن قرية البرج التي تبعد حوالي 15كيلو متر إلى الجنوب الغربي لبلدة دورا في محافظة الخليل، أتى أكله. فقد حصلت كريمة الشهيد الطالبة سكينة التلاحمة في امتحان الثانوية العامة التوجيهي للعام الحالي على علامة متفوقة جدا وبمعدل 98،8%في الفرع العلمي، لتكمل الدرب الذي سار عليه أشقاؤها من قبلها، ووالدهم من قبلهم جميعا. فقد كان الشهيد متفوقا في دراسته، ومنذ أن دخل الصف الأول كان ترتيبه الأول على صفه وظل كذلك حتى التوجيهي وقد حصل على معدل (92%) في الفرع العلمي، كما حصل على منحة دراسية في روسيا. وبعد ارتباطه بزوجته الصابرة المحتسبة، انجبا ثلاث بنات وولدين، وكانت سكينة الرابعة في العائلة التي تتقدم لامتحان التوجيهي، ولم تخيب رجاء والدتها وأسرتها وكل من عرفها، وأكدت أن التربية السليمة التي نشأت عليها وبقية إخوانها هي التي سهلت لها هذا التفوق والنجاح. تقول "شقيقتي كتائب حصلت قبل عامين على المرتبة الرابعة على الوطن بمعدل 99.3، وسبقها اخي مصعب سنة 2009، حين حصل على 93، وقبلهم اختي الكبرى اسراء التي تقدمت للثانوية العامة وحصدت علامة 97.. والحمد لله". [color=red][b][title]فرحة عارمة[/title][/b][/color] "فلسطين الآن" تواصلت مع سكينة المنشغلة مع عائلتها باستقبال المهنئين، حيث أكدت أنها تشعر بفرحة عارمة، وتقول "الحمد لله ان وفقني ربي وحصلت على هذه النتيجة، الذي كنت أتوقعه منذ أن أنهيت الامتحانات". وأضافت "اهدي لوالدي هذا النجاح واتمنى أن أكون قد رفعت رأسه بهذه النتيجة وأن يقدر لي ربي أن أكون خير خلف لخير سلف.. مشاعري مختلطة فأنا سعيدة لحصولي على هذا المعدل؛ ولكن حزينة لفراق والدي وعدم وجوده معنا في هذه اللحظات الجميلة، ورغم هذا فإنني أدعو له بالرحمة والقبول, وأهدي نجاحي لروحه الطاهرة التي شجعتني على التفوق". أما عن وصفة النجاح السرية، فهي بالنسبة لسكينة "التقرب والتوكل على الله أولا وأخيرا، والدعاء المستمر وثم الأخذ بأسباب الدراسة والمتابعة المستمرة والتوازن، بعدم الضغط في الدراسة وعدم الاهمال من جهة أخرى". [color=red][b][title]رسالتي لأبناء الشهداء[/title][/b][/color] وعن خططها المستقبلية، تنوي سكينة أن تدرس الطب في جامعة القاهرة -إن شاء الله-، مؤكدة أنه حلم طالما راودها. وقبل أن نتركها مع المحبين والمهنئين، ترسل سكينة رسالة إلى أبناء الشهداء "أن يتخذوا من ظروفهم محفزا على التفوق والاجتهاد ليكونوا فخرا لآبائهم وأن يرفعوا رؤوسهم".. ولأبناء فلسطين توصيهم "أن يجتهدوا ويحرصوا على التفوق ويتسلحوا بالمعرفة والعلم خصوصا أننا الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة للاجتهاد". [color=red][b][title]الشهيد التلاحمة[/title][/b][/color] وولد الشهيد صالح محمود التلاحمة بتاريخ 24/4/1966م في مدينة دورا التي تبعد حوالي 7كيلو متر عن مدينة الخليل، حيث تقع في الريف الغربي للمدينة. وانتقلت عائلته للعيش في قرية البرج التي تبعد أيضا حوالي 15 كيلو مترا إلى الجنوب الغربي لبلدة دورا. وقرية البرج هي واحدة من أصل (99) قرية وخربة تتبع دورا، حيث كانت تنتشر فيها الكهوف والمغائر ثم تكاثر العمران حولها حتى أصبحت قرية صغيرة والعديد منها يطلق عليه اسم (خربة). وفي صبيحة الأول من كانون الأول لعام 2003 اجتاحت القوات الإسرائيلية "حي الشرفا" في مدينة البيرة ثم حاصرت عمارة الرمحي، حيث كان الشهيد صالح التلاحمة يتواجد مع المجاهدَين: سيد عبد الكريم شيخ قاسم وحسنين رمانة. وقد حاولت سلطات الاحتلال إلقاء القبض عليهما ولكن الأسود الرابضة رفضت ذلك ودار اشتباك مسلح ثم قامت القوات الغازية بنسف المنزل، ما أدى إلى استشهادهم -رحمهم الله-.