غمرت مشاعر الفرحة والابتهاج أوائل طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة وذويهم عقب حصولهم على النتائج في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، ومنذ إعلان النتائج، أثلجت الفرحة صدور المتفوقين والمتميزين منهم. ففي شوارع وأزقة القطاع على وجه الخصوص بدت الفرحة أبناء الشعب الفلسطيني, حيث اعتبر يوم إعلان نتائج "التوجيهي" يوم فرح عارم في كل أرجاء الوطن, لاسيما أن النتائج لهذا العام جاءت في ظل المعاناة الكبيرة التي يعيشها أبناء قطاع غزة والتي تعتبر من أكثرها تحديا هي مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يوميا عن معظم أحياء القطاع. "[color=red]فلسطين الآن[/color]" التقت بالطالب سعدي يحيى النخالة من مدينة غزة والذي حصل على معدل 98،7% بفرع العلمي والذي درس بمدرسة عرفات للموهوبين الثانوية، الذي لم يجد من كلمات للتعبير عن فرحته أكبر من التمتمة بحمد الله على هذا التوفيق، ويقول: "الحمد لله الحمد لله الذي أكرمني بهذا الفضل، فلله الفضل من قبلُ ومن بعد"، مهديا نجاحه إلى أهله ومدرسيه وزملائه. ويرنو النخالة لدراسة الطب في الجامعة الإسلامية قائلا "أشعر بالضعف حينما أجدُ مريضا، ولا أقوى على تقديم المساعدة لديه، مستدركا" أتمنى من الله من أن يجعلني سببًا في شفاء الناس وتخفيف المعاناة عنهم". ويحدث عن لحظة استقبال النتيجة "كانت لحظة رائعة، حيث أنها تعتبر نقطة تحديد المصير والفيصلية في حياتي العملية والمستقبليّة". ويشير إلى أن "التوجيهي" يعادل المراجعة والكتاب الوزاري، مستطردا "أي ملزمة أخرى لا تغني عن الكتاب الوزاري، إضافة إلى أن الأسئلة بشكل عام لا تخرج منه". ويلفت إلى أن معدل دراسته اليومية غير ثابتة "فالكهرباء لها دور كبير في تحديد وقت دراستي، خصوصا في وقت المساء"، شاكرا والديه اللذيْن وفرا له كافة أجواء الدراسة والراحة النفسية. ومضى يقول" ربنا كريم وليس هناك من هو أكرم منه، ما على الإنسان إلا أن يتوكل على ربه وأن يأخذ بالأسباب ولا يركن للوساوس والمثبطين". الجدير بالذكر أن وزارتا التربية والتعليم في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عقدتا مؤتمراً صحفياً مشتركاً أعلنتا فيه نتائج امتحان الثانوية العامة "التوجيهي". وقد بلغ عدد المتقدمين في فرع العلوم الإنسانية (63408) بنسبة نجاح (54.2%)، وفي الفرع العلمي (16957) بنسبة نجاح (80.39%). والفرع التجاري (3775) بنسبة نجاح (57.83%)، والفرع الشرعي (36) بنسبة نجاح (69.44%)، كما بلغ عدد المتقدمين في الفروع المهنية (1734) بنسبة نجاح (54.21%). الإنجاز والتفوق يُعدُّ شيئاً عاديا في حياة الكثيرين من الشعوب المختلفة في ظل توفر كل مقومات النجاح والتفوق، لكنها أضحت "معجزة" في حياة شعب تخضع كل مقوماته ومكوناته لاحتلال سيطر كل مقدراته، وحاصر كل موارده و مقوماته. بيد أن ثمة نماذج في المجتمع الفلسطيني تمكنت من صهر المعاناة والتغلب على الظروف القاسية وحققت المعجزة بإرادتها وقدرتها الفائقة على التكيف مع المعاناة، فبدت شمسًا ساطعة تحتفي بها القلوب قبل العقول.