قال الكاتب السياسي الفلسطيني ساري عرابي إن التهمة التي وجهت للرئيس المصري محمد مرسي تتسق مع الأسباب الحقيقية للانقلاب عليه، مشيرا إلى أن "العقيدة الأمنية لما يعرف بالجهات السيادية في مصر: (الجيش، والمخابرات)، ترى أن ضمان استمرار الدولة المصرية، منوط بقيام هذه الدولة بالتزام موقعها في خريطة المصالح الأمريكية، التي من محدادتها ضمان أمن "إسرائيل"، والحفاظ على علمانية الدولة المصرية، ومنع أي فكرة متجاوزة لمفهوم الدولة الحديثة عنها. وفي تعليق له على صفحته الشخصية على "الفيسبوك"، رأى عرابي في التهمة "تدبيرا شاملا للمنطقة دوليًا وإقليميًا، فيه عزل حماس وحصارها والحرب عليها، لفرض مشروع تسوية تصفوي للقضية الفلسطينية، وأيضا إسقاط الإسلاميين من الشرق العربي إلى مغربه، وإنهاء الفوضى في سورية ضمن تسوية تجر كل الفرقاء إلى طاولة المصالح الأمريكية". كما رأى في ذلك "هجوما مضادا من النظام الإقليمي القديم، الموروث استعماريًا، الذي لا يمكنه استيعاب وجود الإسلاميين في الحكم، ولا تغيير المنظومة الإقليمية، ولا خروج مصر من تبعيتها للخليج". واعتبر بأنه شكل من أشكال "رد الاعتبار للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وللأنظمة ذات العلاقة الخفية والمعلنة مع العدو الإسرائيلي، والتخويف من مآلات العلاقة مع حماس وقوى المقاومة، أو مساعدة مشروع المقاومة في فلسطين". وشير إلى أن النظام العسكري في مصر يسعى لتوفير حجة مقبولة للنظام الدولي في دعمه حكمًا دمويًا انقلابيًا، وتعزيز حماسة "إسرائيل" لدعم الانقلاب بالترويج له لدى مؤسسات النظام الدولي، حيث يأتي الانقلاب في سياق الحرب على الإرهاب، الذي له تعريف محدد في التداول السياسي الدولي، الذي تندرج فيه حماس المصنفة كحركة إرهابية لدى الاتحاد الأوروبي وأمريكا، موضحا أن "حديث السيسي عن الحرب على الإرهاب ليس معزولاً عن هذه التهمة الموجهة لمرسي". وبينَّ أن هذه التهمة تأتي في سياق "دغدغة الرأي العام المحلي الموتور والمعبأ بالكراهية للفلسطينيين، وحماس وأهل غزة خصوصًا".