26.08°القدس
25.85°رام الله
27.19°الخليل
27.83°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.19°
غزة27.83°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مصرُ شأن مصري محض

لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خالصًا؛ لكانت جريمة احتلال القوات الأمريكية للعراق وتدمير مقدراته شأنًا عراقيًّا خالصًا، لا انعكاس له على الواقع العربي، ولصار اغتصاب فلسطين وطرد مواطنيها إلى الدول العربية شأنًا فلسطينيًّا خالصًا، لم يؤثر على الشرق العربي برمته، ولصار تمزيق السودان على يد المخابرات الإسرائيلية شأنًا لا يهم غير السودانيين، لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خالصًا _كما يحلو لبعضٍ أن يردد_ فمعنى ذلك أن مفهوم الأمة بشقيه القومي والديني لا قيمة له، ولصار التشرذم الذي أسس له أعداء العرب والمسلمين (سايكس وبيكو) هو الجذر التربيعي لحياة العرب. إن نظرة سريعة إلى التاريخ الحديث لتشير إلى أن اتفاقية (كامب ديفيد) التي وقعها الرئيس المصري السابق أنور السادات سنة 1979م، وأخرجت مصر من دائرة الصراع مع الصهاينة؛ قد سهلت للصهاينة عدوانهم على لبنان، ثم ترحيل منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت سنة 1982م، لقد عززت اتفاقية (كامب ديفيد) ادعاء الصهاينة أن لهم حقًّا تاريخيًّا في فلسطين، وحقًّا في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. لقد كان للعدوان الأمريكي على العراق سنة 1992م تأثير سلبي على القضية الفلسطينية، إذ تعالت الصيحات المطالبة بالذهاب إلى مؤتمر مدريد خيارًا عربيًّا وحيدًا، وقد سهل الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003م لشارون اقتحام مدن الضفة الغربية، وتدمير انتفاضة الأقصى، وتصفية الرئيس الفلسطيني أبي عمار. لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خاصًا؛ لما طار الملك عبد الله ملك الأردن إلى مصر في زيارة خاطفة، ولما باشرت السعودية تقديم الدعم المالي لمصر بمجرد الإطاحة بالرئيس المنتخب، ولما جاء مسرعًا لزيارة مصر رئيس الأركان الإماراتي، ولما خرجت تظاهرات الشبيبة في رام الله داعمة للفريق عبد الفتاح السيسي، ولما صار التواصل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس عملًا جنائيًّا، وجرمًا يحاكم عليه رئيس مصر المنتخب. إن الذي يجري على أرض مصر شأن يهم كل العرب والمسلمين، وله أبعاده الإستراتيجية على المنطقة برمتها لسنوات عديدة، وغافل من يغفل عن أحوال الناس في فلسطين، وهم يبيتون ويصحون على الهم المصري، وقد نسوا أنفسهم ومأساتهم، وراحوا يتابعون أحداث مصر أكثر من المصريين، ويتبادلون فيما بينهم حديث المرأة المصرية الثائرة أسماء محفوظ، وحديث المرأة اليمنية الحرة توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، وهي تقول: "أنا في طريقي إلى ميدان رابعة العدوية، لا أستطيع إلا أن أكون مع الأحرار".