تستأنف في واشنطن مساء اليوم الاثنين، مفاوضات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية المباشرة بعد توقف دام بضع سنوات، هذا ما أعلنته وزارة الخارجية الامريكية رسمياً الليلة الماضية. وسيشارك في جولة المفاوضات التي ستستمر يوميْن عن الجانب الإسرائيلي الوزيرة تسيبي ليفني ومبعوث رئيس الوزراء المحامي يتسحاق مولخو وعن الجانب الفلسطيني المسؤولان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد اشتية. ويُتوقع أن يحدد الطرفان إطار مفاوضات الوضع الدائم التي ستستغرق تسعة أشهر حسب التفاهمات السابقة. وقبيل توجهها إلى واشنطن صرحت الوزيرة تسيبي ليفني إنها تحمل في رحلتها هذه مشاعر من المسؤولية الجمة الممتزجة بالأمل الذي يراودها متمنية أن تنطلق المفاوضات وسط أجواء من النيات الحسنة والثقة المتبادلة رغم إقرارها بالصعوبات التي قد تعترض العملية التفاوضية. وأضافت أن المصالح الإسرائيلية الأمنية والأخرى المتعلقة بحماية الطابع اليهودي الديمقراطي للدولة تحتم على "إسرائيل" استنفاد أي فرصة لإنجاز التسوية السلمية. وأوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أنه لا توجد أي تفاهمات مع الجانب الفلسطيني بشأن إطلاق سراح أسرى من أصحاب الجنسية الإسرائيلية ضمن بوادر حسن النية التي صادق عليها مجلس وزراء الاحتلال أمس. غير أن المصادر لم تقدِّم شرحاً وافياً لتبيان كلام نتانياهو حول طرح قضية هؤلاء الأسرى، مؤكدةً أن الأسرى المزمع الإفراج عنهم لن يُطالَبوا بتوقيع وثيقة تلزمهم بالتخلي عن "الإرهاب" بل سيتم التوضيح لهم أن كل مَن يعود إلى طريق المقاومة سيعاد اعتقاله وتسري عليه من جديد محكوميته السابقة. وأكد مصدر أمركي مطلع الليلة الماضية أن رئيس الفريق الأمركي إلى المحادثات الإسرائيلية-الفلسطينية سيكون على الأرجح الدبلوماسي المُخضرم مارتين إنديك. وكان إنديك قد أشغل في الماضي مرتيْن منصب السفير الأميركي لدى "إسرائيل" بالإضافة إلى توليه رئاسة دائرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية ثم في البيت الأبيض مما يجعله أحد الدبلوماسيين الأميركيين الأكثر إلماماً بقضايا المنطقة. هذا وقد تلقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الليلة الماضية اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري فيما سلمه السفير الأميركي في عمَّان دعوة خطية لإرسال الوفد الفلسطيني المفاوض إلى واشنطن. وكان مصدر فلسطيني قد قال إن لدى القيادة الفلسطينية تطمينات أميركية بأن تقدم "إسرائيل" على إخلاء سبيل الأسرى القدامى من أصحاب الجنسية الإسرائيلية أو سكان شرقي القدس في إطار قرار الحكومة الإسرائيلية أمس الإفراج عن 104أسرى.