25.6°القدس
25.48°رام الله
24.97°الخليل
26.56°غزة
25.6° القدس
رام الله25.48°
الخليل24.97°
غزة26.56°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: رمضـــان مدرســة

"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان" دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في التهيؤ لاستقبال رمضان. التهيؤ المطلوب يتم بتهيؤ المعرفة و الإدراك وتهيؤ الشوق و العاطفة وتهيؤ الإرادة والعزيمة. تفتتح المدرسة الإيمانية الربانية القرآنية الجهادية أبوابها. مدرسة رمضان المبارك.. مدرسة الصبر والصيام، مدرسة التقوى والقران، مدرسة الرحمة والغفران، مدرسة التغيير والتجديد والبناء والتوطيد، مدرسة الإرادة والجهاد... في رمضان عليك بالصيام لتربي النفس على الفطام، والصيام كبح لجماح الشهوة "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري. وإياك وردود الأفعال فاكبح جماح نفسك "الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم" متفق عليه. وحقق في نفسك الإرادة العالية، والصوم تربية للإرادة وجهاد للنفس، وتعويد على الصبر، والثورة على المألوف، وهل الإنسان إلا إرادة؟ وهل الخير إلا إرادة؟ وهل الدين إلا صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية؟ والصيام يتمثل فيه الصبران. ولا غَرْو أن سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان (شهر الصبر). قال بن رجب " والصبر ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ عن محارم الله، وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة. وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم؛ فإن فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عمّا حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن" " الصيام لي وأنا أجزي به " كما في البخاري، وهي ميزة تحقق الخلو من الرياء ومقدار ثوابه وعظيم مكانته وتشريفه، فالصيام إذاً مدرسة الإخلاص. كما أنه مدرسة الاحتساب" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا. من صام رمضان إيمانا واحتسابا . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا ". لما في الاحتساب من أجر وصبر وتعب ، تأتي بعده البركات والأماني الجميلة في النفس والروح معا. رمضان مدرسة الجهاد والانتصار، حيث بدر الفرقان وفتح من الله ونصر قريب وجالوت العزة وغيرها كثبر تحقق حين النصر على النفس والانتصار عليها في معركة الفطام والصبر في تربيتها وتهذيبها. والنجاح في مدرسة رمضان بحاجة إلى الإعداد والبناء والتخطيط والتدبير. إن الإعداد للعمل علامة التوفيق وأمارة الصدق في القصد، كما قال تعالى: { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}، ولهذا: من الآن ، اصدق عزمك على فعل الطاعات .. وأن تجعل من رمضان صفحةً بيضاءَ نقية، مليئةً بالأعمال الصالحة .. صافيةً من شوائب المعاصي . قال الفضيل: "إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك ". لذلك بادر أخي/أختي إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها, وأكثر من الاستغفار. وتعلَّمْ ما لابد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه. واعقد العزم الصادق والهمة العالية على استثمار رمضان. وأعد لذلك خطة شهر رمضان الإيمانية والعلمية والاجتماعية والدعوية. ولا تنشغل كثيراً بالمشتريات والأسواق والفضائيات واعلم أنه أيام معدودات، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل.. وعظم أجرك بإفطار الصائمين وإطعام المحتاجين وكفالة الأرامل والمساكين. ولا تنس التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للأعمال الصالحة كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد، والجلوس مع الأهل، والصدقة، والقيام، والعمرة، والاعتكاف، والدعوة وغيرها من الأعمال، فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شَتات، فتحرمَ كثيراً من الخيرات والبركات. "اللهم أهل رمضان علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام".