25.6°القدس
25.48°رام الله
24.97°الخليل
26.56°غزة
25.6° القدس
رام الله25.48°
الخليل24.97°
غزة26.56°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: حماس في دائرة الاستهداف الإعلامي..!! 1-2

تساؤلات كثيرة يطرحها الإسلاميون في فلسطين وأنصارهم على الساحتين العربية والإسلامية إثر حملات التشهير والتشويه والتحريض التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية المصرية ضد الفلسطينيين وضد حركة حماس، وهي محاولات هدفها شيطنة المشهد الفلسطيني من خلال تلويث عباءة المقاومة، ورفع الحصانة عن طهارة سلاحها ونظافة رجالها.. ونحن من جهتنا - كإسلاميين - نوجه بعض الأسئلة المشروعة، والتي تحتاج من جهات مصرية رسمية الرد عليها، بهدف تصحيح المسار وتوضيح الموقف، حيث إن السكوت يستدعي – رغماً عنّا - توسيع دائرة الشك والاتهام، وهذه الأسئلة هي كالتالي:لماذا يتم ربط وتوريط حركة حماس في الجدل السياسي على الساحة المصرية، ولماذا يتعمد الإعلاميون وبعض السياسيين ورجال الأمن السابقين الزجباسم حماس وكتائب القسام في سياق ما يجري داخل سيناء من عمليات عسكرية تمس أمن مصر وكرامة جيشها؟! وما الهدف من تحميل حركة حماس وكتائب القسام دماء المصريين الأبرياء في العريش والشيخ زويد وعلى الشريط الحدودي مع قطاع غزة.؟!! هل للفلسطينيين أو حركة حماس أي سوابق استهداف لأمن مصر وكرامة مصر، أم أن الفلسطينيينعموماً وحركة حماس على وجه الخصوص كانوا دائماً سند عزٍّ لمصر وأهلها.؟ وهلبلغ مسامع أحد أن ألسنة الفلسطينيين وحركة حماس تلهجبغير الدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يجعلها – دائماً - مثابة للناس وأمنا؟ ألا يدرك القاصي والداني وكل متربص بنا وبشعبنا أن معظم النخب الفلسطينية قد تلقت تعليمها في الجامعات المصرية، ولمصر وأهلها معزّة خاصة؛ باعتبارها - في ثقافتنا الفلسطينية -بمثابة "الحبيب الأول"، فهل يُعقل لمن يمتلك كل هذا الحب لمصر والعشق لأهلها أن يمكر الشر والضغينة لها.؟!! لقد أصابتنا الدهشة، وشعرنا بالصدمة، ونحن نتابع حملة التحريض التي تقوم بها وجوه إعلامية كنَّا نتوقع منها ألا تنزل لهذا المستوى الهابط من الإسفاف والانحطاط وتسطيح الأمور، لدرجة لم يكن – بالمطلق - للعقل السويّ أن يصدقهاأو حتى أن يتقبلها البسطاء من أهل مصر الطيبين.. ولكن - للأسف - عندما يتم تكرار مثل هذه الأكاذيب وروايات الأفك على قنوات فضائية معتبرة من ناحية المهنية والإمكانيات الإعلامية، فإن مثل تلك الروايات تجد طريقها للتصديق داخل الشارع المصري. إن الإعلام المصري- غير الرسمي - يقف خلفه "كارتيل" متنفذ من رجال المال والأعمال،المتورطين بقضايا الفساد منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهؤلاء وأولئك لا يريدون لمصر أن تستقر وتستقيم شؤونها، لأنهم اعتادوا أن يرتعوا في أجواء الفساد السياسي؛ فنهبوا ثروات البلاد، وجاءوا بمثل هؤلاء الإعلاميين (المأجورين) ليربكوا حسابات الساحة المصرية السياسية، ويقوموا بتسويق مثل هذه الأراجيف والأقاويل عنحركة حماس، بهدف التشويه والتشهير وتصفية الحساب مع التيارات الإسلامية في مصر وخاصة حركة الإخوان المسلمين، حتى أن العديد من النخبة الأكاديمية انجرفت هي الأخرى تحت تأثير المال السياسي وسحره ولحقتبهؤلاء الإعلاميين تتاجر بمواقفها وتتجنى على الحق والحقيقة، وصار حالها ينطبق عليه هذا التوصيف القرآني: "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون"..؟! التاريخ يعيد نفسه في عام 1978م اغتيل الأديب المصري يوسف السباعي في قبرص, وكانت الجهة التي قامت بالعملية هي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. كان وقع العملية كالصاعقة على الجميع, ولكن ردّة الفعل كانت بالغة القساوة على الفلسطينيين، حيث إن الموقف الرسمي تجاوز التنديد لتحريك الشارع ليهتف: "لا فلسطين بعد اليوم"..!! إن هناك حقيقتين لا يمكن لأحد إنكارهما, وهما: أولاً؛ إن ما وقع – آنذاك - كان خطأ جسيماً يتحمل الفلسطينيون في منظمة التحرير تبعته، وقد تسبب هذا الفعل في الإساءة لعلاقاتنا الإستراتيجية بمصر في الصميم.. صحيحٌ أن الحادث جاء عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي عقدها الرئيس أنور السادات – رحمه الله - مع (إسرائيل), والتي أثارت ضجة فعل قوية في العالم العربي منددة بالاتفاقية ورافضة لها, وكانت المواقف السياسية – بشكل عام - مشحونة بالغضب والتوتر, كما أن قنوات السياسة الرسمية كانت مسدودة بين الفلسطينيين والرئيس السادات.. والثاني؛ أن السادات – رحمه الله - أراد تصعيد الموقف وتصوير مصر وكأنها هي المستهدفة, وأن المسألة هي كرامة مصر وهيبتها, بهدف تجييش الشارع المصري وحشده خلفه, حيث إن اتفاقية كامب ديفيد واجهت معارضة عربية وإسلامية واسعة، ولم تحقق إجماعاً مصرياً عليها، وأدت لعزل مصر عن أمتها العربية والإسلامية, فجاءت هذه الفرصة – اغتيال الأديب السباعي - لاستعادة وحدة الموقف المصري من خلال تهييج مشاعر المصريين الذين تأثروا كثيراً بعملية الاغتيال، وتفريغ شحنات الغضب في نفوسهم ضد الفلسطينيين، بدل الاتفاقية التي لاقت استنكاراً وصدوداً في المنطقة كلها. وكالعادة, دفعنا نحن الفلسطينيين ثمن أخطاء البعض وحسابات البعض الآخر, وتعثرت مع هذا الحادث فرص سفر المزيد من الطلاب لاستكمال دراستهم الجامعية أو العليا في الجامعات المصرية. بيت القصيد, أن أجندة البعض في خلق قطيعة مع الفلسطينيين قد نجحت, وتمَّ تعبئة الرأي العام المصري ضد الفلسطينيين، وأن ما أعقب ذلك من إجراءات عقابية دفعنا – للأسف - ثمنها غالياً تجاه بلد لا نحمل له في قلوبنا إلا كل الحب والتقدير. إن هناك غُصة في قلوبنا نحن أبناء فلسطين تجاه بلد أحببناه بكل مشاعرنا، واستعداداتنا كانت – وما تزال - جاهزة لأن نفديه بأرواحنا, ونذود عن حياضه بكل ما نملك، إلا أن حملات التحريض ضدنا في وسائل الإعلام المصرية - كفلسطينيين حيناً وكحماس حيناً آخر - لا تتوقف, والذي يزيد من غُصتنا ويعاظم من همّنا هو "التزام الصمت" لدى جهات وقوى ليبرالية ويسارية تجمعنا بها مصالح أوطاننا وأمنها القومي, والرؤية الواحدة بأن لنا عدواً مشتركاً يتربص بنا جميعاً الدوائر هو إسرائيل, والتي تبدو أن أصابعها في تحريك مثل هذه الحملات المغرضة ضدنا ليست بعيدة عن المشهد. إننا نفهم ونتفهم أن هناك احتقاناً سياسياً داخل الشارع المصري، وأن هناك حالة اصطفاف وصراع قائمة بين التيارات الإسلامية والقوى العلمانية على شكل الحكم في مصر، وأن الإعلام الليبرالي المسيّر بأموال البترودولار– كما يقول البعض - يقود منذ مجيء الرئيس مرسي للحكم حملةهدفها التشهير بالرئيس المنتخب والعمل على الاطاحة به، أي أن معركة الإعلام في النهاية هي مع الإسلاميين في مصر، فهل تستدعي طبيعة المعركة خلق عداوات مع أطراف إسلامية أخرى خارج الساحة المصرية مثل حركة حماس، واستهدافها بهذا الكم من أحاديث الإفك والروايات الكاذبة.؟!! إن السؤال الذي يطرحه الجميع باستغراب، هو: لماذا هذا الإصرار على تكرار ذكراسم حماس وكتائب القسام والزج بهما – كطرف متهم - في المعركة السياسية القائمة داخل الساحة المصرية.؟!!