29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: من مذكرات شاليط !

على مقربة من انتهاء ذاك السر الكبير, في بقعة جغرافية صغيرة, وسط حرب وحصار ودمار, وفقر وبطالة ومنع, ووسط تكهنات عشناها مع شاليط متنقلا بين ألسنة شباب و"عواجيز" أهل القطاع , في حديثهم المسائي على انقطاع التيار الكهربائي, أو وسط سيارات الأجرة التي عملت على "زيت الطعام" لفترة طويلة. سيغور شاليط, لتغور معه معاناة مليون و700 ألف مواطن محاصر, ومعاناة 1027 أسير, ولكن ماذا سيكتب شاليط في مذكراته؟! قد لا أستغرب من شاليط أن يكتب بالتفصيل الممل عن كل شيء في حياته داخل الأسر, كيف كان يأكل؟ وأين كان يسكن؟ وكيف كان يتفرج على التلفاز؟ وسيباع كتابه بملايين النسخ ليصبح مليونيراً!! خمس سنوات كانت كفيلة لأن يعرف شاليط اسم محل الشاورما من طعهما, ونوع الصواريخ من صوتها, ومشاكل الجيران وسط الأزقة والشوارع, يعرف أن أم يزن تحكم زوجها بالنار والحديد!, و"خرخشة" القطط فوق "الاسبستوس", و"الزينقو", وألوان المكيفات في بعض الفنادق, وأنواع الأتربة في الخنادق, وصوت خرير المجاري تحت الشوارع المكسرة في رفح وخانيونس! وسيضع في مذكراته كيف كان يقلم أظفاره؟ وهل أحب الملوخية بالفلفل الأخضر؟ أم البامية بالريحان والثومة المقلية؟ , وبعدها هل أكل "قطايف" رمضان بالمكسرات أم باللبن؟ وكيف أخبر آسريه بأنه "مسهول" في منتصف الشتاء ؟ هل سيخرج شاليط على برنامج شاهد على العصر مع "أحمد منصور" ليتحدث عن ذاك العز الذي كان يحياه في غزة, والكل يطبطب عليه خوفاً-أكلنا "زحل", وتحاصرنا وتقتلنا لأجل أن يبقى بسلام لنفك به أسرانا- هل سيقول شاليط لقادته ومسئوليه " يا ولاد الكلب" فضحتونا!!, غزة كلها شارع واحد ممتد من معبر رفح وحتى معبر بيت حانون, نصف ساعة بسيارة "سكودا" 2002 فقط, وخمس سنوات دفعتم فيها ملايين الدولارات للحرب, ورسائل الموبايل, والتي وصلت من يقومون بأسري واحدة منها, وأنا مختبئ في المكان الفلاني" . وبعد كل هذا هل سيتحدث عن معاناة أم عن عز؟ وسط طبيبه الخاص, وحلاق شعره الخاص, وحرسه الخاص, ومسكنه الخاص, وأكله الخاص ؟ شاليط يكتب كتابه, مع مئات الكتب عن مذكرات الأسرى الفلسطينيين, عن المعاناة والتعذيب, وعلب "التونة" اللعينة, وحر الصيف مع برد الشتاء, وضيق المكان, لعشرات السنوات ... فهل انتهى فصل "مذكرات شاليط" لننتظر مذكرات جديدة من أسير صهيوني جديد "مجهول الهوية" بانتظار أن يصبح مليونيراً؟!