صدق السفهاء والغوغاء من علمانيين ويساريين في العالم العربي بأن ما يسمى بحركة " تمرد" هي التي نجحت في الانقلاب على الشرعية في مصر، وهم الآن يحاولون تقليد الانقلاب في تونس وربما في دول عربية أخرى، وذلك بسبب الجهل والتجاهل لجميع الأطراف المشاركة في المؤامرة والتي لم تكن فيها حركة " تمرد" سوى عنوان لها، واختزال الانقلاب في بضعة مأجورين جمعوا توقيعات ونادوا بالخروج على النظام. الجيش بقيادة السيسي كان بمثابة العمود الفقري للانقلاب على الشرعية وهو يشكل الأداة الرئيسية في المؤامرة،فالشرط الأساسي لنجاح انقلاب هو وجود جيش يحمل مبادئ المعارضة الطامعة في الانقلاب على الشرعية،وكذلك يجب أن تتوفر الأموال اللازمة لدعم الانقلاب، أموال لازمة لإغراء المؤسسة العسكرية وإغوائها ، ولازمة لشراء ذمم قادة المعارضة والإعلاميين وتمويل البلطجية وغيرهم ممن سيشاركون في الانقلاب، وكذلك فإن نجاح الانقلاب في المنطقة العربية بحاجة إلى قوى عظمى داعمة ومتواطئة من اجل الضغط على أي نظام عربي أو غربي يبدي اعتراضه على الجريمة، وفي الانقلاب على الشرعية في مصر دفعت دول خليجية معروفة للقاصي والداني عشرات المليارات لتشجيع الفريق السيسي على الانقلاب وتنفيذه كما تعهدت بدفع التكاليف اللازمة لتثبيته، أما أمريكا فهي المحرك الرئيسي للانقلابيين وللداعمين ماليا وسياسيا، كما لا ننسى دولة الاحتلال (إسرائيل) التي تدعم في الخفاء وبكل قوتها استمرار الانقلاب وهي التي بادرت بإرسال أول طائرة محملة بمساعدات عسكرية إلى السيسي وعصابته. تلك كانت لمحة عن اختطاف مصر والانقلاب على الشرعية فيها، وقد كشف الإعلام الحر الكثير من خيوط المؤامرة ولكن ما خفي كان أعظم وأظلم وأعتقد أن الأيام والأشهر القادمة ستكشف المزيد من الأسرار والفضائح للأطراف المتآمرة من مصر والدول العربية والأجنبية، ولذلك فإننا نؤكد بأن أي محاولة للتمرد في المنطقة العربية ستفشل إلا إذا توفرت ذات الشروط في الانقلاب المصري،كما أعتقد _نظرا لمجريات الأمور في مصر_ أن أي محاولة للتمرد هي نية لارتكاب جرائم وسفك دماء بغض النظر عن امتلاك القدرة على التنفيذ من عدمه، وهي _تلقائيا _تأييد آثم للمجازر التي ارتكبها الانقلابيون العلمانيون في أرض الكنانة