وكالة معا المثيرة للجدل، تبث رسالةً كاذبةً منسوبةً لزوجة الأسير القسامي البطل إبراهيم حامد، الرسالة ضعيفة وتحمل أسلوباً مخابراتياً ساذجاً يذكرني بخطط وفبركات الممثل الكوميديان "إسماعيل ياسين" في أفلامه وهو يلعب دور رجل المخابرات الأبله، فمن يقرأ الرسالة المفبركة يشعر أنها مكتوبة بيد أحد المفروسين المغتاظين من صفقة الوفاء للأحرار ومن غير المعقول أن تكتبها زوجة أسير فلسطيني فضلاً أن تكتبها زوجة المجاهد إبراهيم حامد. لهذا أتعجب من المستوى المتدني في نشر مثل هذه الأكاذيب على حائط موقعٍ إعلامي من المفترض أنه يحترم نفسه وتسوق بضاعتها الإعلامية على أساس مهني وأخلاقي. وللأسف فاليوم تسقط مهنية معا وتنحدر أخلاقها للحضيض، في وقت انتظرنا أن تستثمر حدث الصفقة خير استثمار، وتقوم بدور إيجابي نحو تعزيز الانتماء الوطني على حساب الصفقات الخاصة والحسابات الخائبة، إلا أنها انحرفت وانحدرت بأسلوب بعيدٍ عن أخلاق المهنة وعن أسس الوطنية، فلم تكتفي بنشر وفبركة الأخبار والتصريحات المغلوطة، بل إنها تتلاعب بالأخبار بشكل مستفز لأهالي الأسرى وللمتابعين من كافة الاتجاهات. فأخفت أخبار، وانتقت تصريحات وتلاعبت بالعناوين لصالح تبهيت الإنجاز الفلسطيني الكبير، ضِف إلى ذلك أنها لم تترك أُقصوصة من الإعلام الإسرائيلي الموجه إلا وجاءت به فتشارك بقصد أو بدون قصد بنجاح الدعاية الصهيونية للفت من عضد الفلسطينيين.. أراهن من جهتي على ذكاء القائمين على الوكالة وأعتقد أن الرسالةَ مفروضةٌ عليهم من قبل أجهزة المخابرات والوقائي أو من بعض الشخصيات في مكتب الرئيس. هناك معلومات موثوقة تؤكد وجود حالةِ إرباكٍ وغضبٍ ينتابُ المقربين من الرئيس عباس، بعد نجاح حماس في إتمام صفقة يخرجُ من خِلالها 1000 أسير فلسطيني، فقال أحدهم لم يعد لنا وجود لقد ابتلعتنا حماس. العقلية الضيقة هذه أوصلتنا من قبل لحالة الانقسام والتشرذم، وأضرت بحركة فتح فأضعفتها وقسمتها وفتتها، فهناك فئة لا يعنيهم الوطن أو حتى حركة فتح نفسها، فلا ترى إلا نفسها ومصالحها، وتخدم للأسف ارتباطاتها مع المحتل الإسرائيلي. هناك كتاب وباحثين يتمتعون بمصداقية عالية، من الضفة الغربية وقريبين من صنع القرار أسروا إلي بوجود خطةٍ إعلامية لتشويه صفقة الوفاء للأحرار، يُشرف عليها مسئول كبير في مكتب أبو مازن، هدفها القيام ببلبلة إعلامية للتشويش على هذا الإنجاز الوطني، خوفاً من استثمار حركة حماس له سياسياً وإعلامياً، وأعتقد أن مثل هذه الأخبار والتصريحات وما يتناقله الإعلام الفتحاوي ما هو إلا جزء من هذه الخطة الباهتة، فهناك شخصيات لم تزل محصورة في ذاتها ولم تدرك بعد أن خروج الأسرى ما هو إلا نجاحٌ وانتصار لفلسطين كل فلسطين وأن الأثر الايجابي لن يقتصر على حماس وإنما سيشمل القضية بمجملها.. تمنينا وما زلنا أن تكون صفقة الوفاء للأحرار بوابة لإنهاء الانقسام وإعادة اللُحمة، خصوصاً لما أبدته حماس من مبادرات طيبة فلقد بادر السيد إسماعيل هنية بالاتصال بالسيد أبو مازن، وإطلاعه على مُجمل الترتيبات الخاصة بالصفقة وتداعياتها، وسُمح لحركة فتح بالاحتفالات الخاصة بالمحررين في غزة، وكانت كلمات وتصريحات السيد خالد مشعل وطنية بامتياز وما زالت. تنتمي لمدرسة وطنية أكبر من أي توجه حزبي خاص .. ورغم كل هذا وللأسف الشديد وجدنا وتابعنا حرباً إعلاميةً دنيئةً وبعيدة عن شرف المهنة والمنافسة، تقودها مؤسسات إعلامية ومواقع إلكترونية وشخصيات انتهازية في سلطة رام الله. إننا أمام مجموعة منتفعة لم تعد تميز وتدرك حجمَ القضية وعظمتها، فلا تزالُ تؤثر مصالحها وأمراضها النفسية والخلقية وأدرانها الخفية على تقدم القضية. إننا أمام صفقة مشرفة عظيمة أجبرت الاحتلال على أن يُخرج أبطالاً حُكم عليهم بالموت عذاباً وقهراً وقيدا، فسيخرجون رغم أنفه إن شاء الله، وما الوفاء للأحرار إلا حلقةً أولى من سلسلةٍ متتابعة عنوانها لن نترك أسرانا في السجون.. وكالة معا اليوم تخسر من رصيدها وهي تتلاعب بالأخبار وتحاول تبهيت هذا الانجاز الوطني الضخم، وترضخ للقيادات الأمنية الغبية في الضفة، التي تبتزها وتفرض عليها بعضاً من سطحية أفكارها التي تشبه أفكار الأطفال والمبتدئين، وتنتمي لعصر ما قبل الانترنت والفضائيات. إننا أمام مجموعة منتفعة لم تدرك بعد عظيم اللحظة وتعقيداتها وضخامتها وهيبتها، الفلسطيني لن يحتاج لوكالات وفضائيات، ولن يستمع لنمر حماد والمالكي وقراقع، فهو مشغول اليوم بالأمل القادم من سجون الاحتلال، وبالإعداد لاستقبال الأسرى والاحتفاء بهم ومعانقتهم، وكل ما يُثار من جعجعة وأقاويل هنا وهناك لن تعني لهذا الشعب الذي طحنته التجربة وعلمته أن قهر الصهاينة لذة لا يشوش عليها تافه بأكاذيب لا تخدع طفلاً صغيرا. كنت أتمنى أن ترتقي وكالة معا والوسائل الإعلامية الأخرى للحدث وتتعاطى بمهنيةٍ ووطنية لأننا أمام لحظة تاريخية فيها خطوة وطنية فلسطينية متقدمة، وفرصة لأن يسمع العالم عنا بشكل أفضل، فالعالم اليوم مشغولٌ بهذا الحدث الكبير، وهو ينظر للفلسطيني بصورة المناضل الأبي الذي يُصر على حقه، إنها صورة تشرفنا ونعتز بها.. أعتذِر لزوجات الأسرى وأهاليهم، المفرج عنهم، ومن ينتظر على باب الحرية، مما اقترفته هذه المؤسسة الإعلامية وما قدمته من إساءةٍ معنويةٍ كبيرة، فما نشرته من رسالة بائسة يائسة أول ما تسيء إلا للأسرى وأهاليهم وتاريخهم، وأنصح زوجة الأسير إبراهيم حامد أن تقوم بمقاضاة وكالة معا في محاكم غزة حيث هنا قضاء نزيه لا يُظلم عنده أحد .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.