قالت مجلة تايم الأميركية إن 1.3 مليار نسمة في العالم يعيشون بلا كهرباء وإنهم يعيشون في الظلام بعد مغيب الشمس ولا يحصلون على إضاءة إلا من مصادر ظلت البشرية تعتمد عليها منذ فجر التاريخ مثل حطب الأشجار، والفحم النباتي أو روث الحيوانات. وأضافت المجلة -في تقرير لها- أن الدخان الناشئ من المصادر المذكورة يتسبب، بتلويث البيئة المنزلية، وبوفاة أكثر من 3.5 ملايين نسمة سنويا. وأشارت إلى أن 550 مليون شخص في أفريقيا بجنوب الصحراء ليس لديهم كهرباء وأكثر من هذا العدد بمناطق أخرى في العالم وبالتالي ليس لديهم ثلاجات لحفظ المواد الغذائية القابلة للتلف، ولا الأدوية التي يجب حفظها في درجات حرارة منخفضة أو كهرباء للطبخ على مواقد كهربائية أو مايكرويف. وقال مدير "منظمة وان للتنمية" غير الحكومية، مايكل إليوت إن الحياة لا تنقطع بعد مغيب الشمس بالنسبة لمن لديهم كهرباء، لكنها تتوقف لأكثر من مليار من البشر حول العالم. [title]فقر الطاقة[/title] وأضافت المجلة أن انعدام الكهرباء يُسمى فقر الطاقة وهو تحد تنموي لم يجد الاهتمام الذي يستحقه، إذ من السهل تبيّن أن الفقر المطلق والجوع وأمراض الإيدز والملاريا على أنها مهددات مباشرة لحياة الناس، لكن فقر الطاقة يتسبب في الوفاة بشكل غير مباشر لارتباطه بمجموعة من المشاكل. وحسب المجلة فإن 90% من الأطفال بأفريقيا جنوب الصحراء يدرسون بمدارس ابتدائية ليس بها كهرباء، الأمر الذي يعني عدم وجود مراوح أو مكيفات هواء لتخفيف حرارة المنطقة الاستوائية أو توفر الإضاءة لأداء الواجبات الدراسية بعد مغيب الشمس، ناهيك عن أجهزة الحاسوب وغيرها من وسائل الحياة العادية في المناطق الأخرى من العالم. وبسبب عدم توفر الطاقة الكهربائية، تواجه التنمية الاقتصادية مشاكل كبيرة، حيث يقول حوالي 60% من أصحاب الأعمال في أفريقيا إن شح الكهرباء أحد معوقات عملهم. [title]قضية سياسية[/title] وفقر الطاقة هو قضية سياسية أيضا، ففي باكستان -التي تولّد نصف ما تولده ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة من كهرباء- ساهمت الاحتجاجات ضد شبكة الكهرباء العتيقة في فقدان الرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري منصب الرئاسة هذا العام. ورغم هذه الصورة الكئيبة، هناك أخبار سارة تتمثل في حصول هذه القضية على اهتمام متزايد رغم بطئه. فقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الصيف عن ما سُمي بمبادرة كهرباء أفريقيا والتي وعد بموجبها بمنح أكثر من سبعة مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتوفير الكهرباء لأكثر من عشرين مليون أسرة في بلدان مثل إثيوبيا وغانا. كما أن منظمات التنمية مثل "منظمة وان" قد بدأت بوضع فقر الطاقة الكهربائية ضمن أولوياتها والاهتمام بها ببرامجها الصحية والاقتصادية طويلة المدى. وتلفت تايم إلى أن تكلفة التصدي لهذه القضية باهظة ونقلت عن البنك الدولي أنه وللقضاء على فقر الكهرباء بالعالم حتى عام 2030 يجب إنفاق ترليون دولار سنويا وهو أكثر مما يتم إنفاقه الآن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.