اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وبحراسة شرطة الاحتلال. وقال أحد حراس الأقصى لمراسلنا، إن ما يقارب (115) مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى ونظموا جولات في كافة أنحائه. وذكر أن المستوطنين حملوا صور الهيكل المزعوم خلال جولاتهم والتي يرأسها المتطرف يهودا كليك، مؤكدا على أن حالة من التوتر والغضب تسود في أوساط المصلين والمرابطين المتواجدين في باحات المسجد الأقصى. وكانت مجموعة من نشطاء حزب "الليكود" اليميني المتطرف، أعلنت أمس اعتزامها اقتحام المسجد الأقصى يوم الخميس المقبل، احتفاءً بما يسمى "عيد الغفران" الذي يصادف 14 الشهر الجاري. إلى ذلك، رفضت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" ، تصريحات قائد الشرطة العام يوحنان دنينو حول ما قال إنه حق اليهود بالصلاة بالمسجد الأقصى كيفما شاءوا ووفق الأوقات والتعليمات المعتمدة . وجددت المؤسسة تأكيدها بحق المسلمين الخالص بالمسجد الأقصى دون أن يشاطرهم فيه أحد من اليهود ولو بذرة تراب واحدة ، وأشارت إلى "أن هذه القاعدة مسلّم بها في الكتاب والسنة ". واعتبرت تصريحات قائد الشرطة العام غاية في الخطورة لأنها تعطي تفويضاً من الذراع الأمني للمؤسسة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى وتمنحهم اقامة طقوسهم وشعائهم التلمودية فيه . وأكدت "مؤسسة الاقصى" على أن الشرطة الإسرائيلية وأجهزة المخابرات لهما دور مباشر في الخطر المحدق بالمسجد الأقصى كونها هي من أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين بتدنيس الأقصى، وأخذت على عاتقها مسؤولية الحماية والدعم المعنوي والمادي لهم باعترافات متعددة من نشطاء بارزين في جماعات الهيكل وذلك لتطبيق مخطط التقسيم الزماني والمكاني على الأرض . وحذرت المؤسسة من الصمت العربي والاسلامي تجاه ما جرى ويجري بالمسجد الأقصى داعية أصحاب القرار لأخذ دور جاد وفعّال لانقاذ المسجد ونصرة قضيته وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان يواجهون مخططات ومكائد الاحتلال الإسرائيلي تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك . وكان القائد العام للشرطة أبدى في تصريح له نشر في صحيفة "يسرائيل هيوم" موافقة الشرطة على دخول المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، "بصفتها جزء من "جبل الهيكل"- حسب وصفه-، وهذا حق مضمون لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدا"، على حد زعمه. وقال "دنينو" في مقابلة مع الصحيفة "إن كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل، ويريد أن يصل إليه يجب أن نضمن له هذا الحق وضمن الأوقات المحددة لذلك"، حسب قوله.