15.57°القدس
15.47°رام الله
14.42°الخليل
22.32°غزة
15.57° القدس
رام الله15.47°
الخليل14.42°
غزة22.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: لماذا الإخوان المسلمون

اتصل هاتفيًّا، ودعاني لحضور اجتماع سيعقده أحد قادة حركة حماس مع عدد من الكتاب، لقد اعتذرت، ورفضت الدعوة؛ حتى لا يتأثر موقفي السياسي برأي أي تنظيم كان؛ فأنا لا أكتب كي ترضى عني حركة حماس، أو تغضب علي حركة فتح، أنا أكتب كي أعبر عن رؤيتي السياسية، التي قد تلتقي مع هذا التنظيم، وقد تختلف مع ذاك، رفضت اللقاء كي لا يحسبني أحد على تنظيم بعينه، ولاسيما أنني صاحب أعدل قضية سياسية على وجه الأرض، فقضيتي هي وطن اسمه فلسطين، اغتصبه الصهاينة قبل ستين عامًا ونيف، نجح خلالها الإعلام الصهيوني، والتآمر العربي في تشويه وجه الحقيقة، فصارت قضيتي إنسانية، وبدلًا من استرداد الوطن المغتصب ضحكوا علينا، فصرنا نفتش عن هوية، وبدل شعار تحرير أرض فلسطين بالكامل اكتفى الجمع السياسي العربي بعد هزيمة 1967م بالبحث عن الحل العادل للقضية الفلسطينية؛ فكانت اتفاقية (كامب ديفيد)، التي أضاعت الحل العادل، وطرحت التعايش مع "الجار"، ليصير السلام هو الشعار، وتصير الواقعية هي الخيار؛ فصار توقيع اتفاقية (أوسلو)، والبحث عن الحل الممكن، فأين هو الممكن أيها القادة؟ قالوا: الممكن هو الصمود، والبقاء حيث نحن منغرسون، فوق تراب فلسطين، منغرسون غير مقاومين، منتظرون مفاوضون، متفرجون على المستوطنين اليهود الذين استثمروا الوضع، فراحوا يغتصبون ما تبقى من أرض فلسطين. قضيتي الفلسطينية قضية سياسية لا تنهض إلا بنهوض الأمة، وأرضي الفلسطينية المغتصبة لا تسترد إلا بعد استرداد الوحدة للأراضي العربية التي مزقتها اتفاقيات (سايكس بيكو)، ولما كانت الحركة السياسية الوحيدة التي تطرح فكرة توحيد الصف العربي تحت راية واحدة هي حركة الإخوان المسلمين؛ وجدتني مؤيدًا لهم، وأنا أدرك حجم المؤامرة التي تستهدفهم، وذلك لأنهم الجهة الوحيدة القادرة على قلب المعادلة السياسية القائمة على فن الممكن. لقد أيدت الإخوان المسلمين؛ لأنهم أصحاب مشروع نهضة الأمة، ولديهم القاسم المشترك الذي يلتقي عليه العراقي والمغربي والسوداني والشامي والحجازي واليمني والمصري، وما عدا حركة الإخوان المسلمين التي لا أنتمي إليها لا يوجد حزب قومي أو اشتراكي أو بعثي أو رأس مالي قادر على خلق أمة واحدة. لقد أيدت الإخوان المسلمين؛ لأنهم يقولون بحتمية اقتلاع الصهاينة، ولا ينادون بالتعايش معهم، فالبعد العقدي يفرض عليهم ذلك، رغم التكتيك السياسي في هذا الشأن، لقد أيدت الإخوان المسلمين؛ لأنهم الجهة الوحيدة القادرة على تسليح النفس البشرية بالقوة، وشحنها بإرادة التغيير، وطاقة التفجير. لقد أيدت الإخوان المسلمين فكرةً سياسيةً، وأنا أعرف أنهم مطاردون من كل القوى العالمية التي ترفض المنافس، وهم مطرودون من رحمة النظام العربي الذي يرفض الشريك، لقد أيدت الإخوان المسلمين؛ لأنهم بارعون في التنظير والتأثير والتعبئة وحشد الجماهير، ولكنهم _يا للأسف_ لا يحسنون قطف الثمر، ولا يتقنون الألاعيب السياسة الخبيثة، ولا يعرفون فن الكذب الجميل، لذلك وقعوا في فخ العلمانيين، وصاروا طعامًا للجوارح، بل صار الإخوان المسلمون متهمين بالكبائر، متهمون بالتعامل مع أعدائهم العقديين (أمريكا والكيان العبري)، ونجح الإعلام الصهيوني على إسلامهم ومسارهم السلمي في تصويرهم إرهابيين. أدعو الله أن تتعلم من أخطاء حركة الإخوان المسلمين؛ فمازال الأمل معقودًا على تصدرها المشهد السياسي من أجل تحرير كامل تراب فلسطين