تواصلت التحقيقات الإسرائيلية بالهجوم الذي أسفر أول أمس عن مقتل جندي إسرائيلي بالبلدة القديمة في الخليل، حيث خرجت بأن منفذ الهجوم قناص محترف نجح باستغلال عنصر المفاجأة لصالحه رغم الاستنفار الأمني في صفوف جيش الاحتلال بسبب احتفال المستوطنين القادمين من أرجاء الضفة الغربية بعيد العرش اليهودي في الحرم الإبراهيمي الذي أغلق في وجه المصليين المسلمين. وحسب مصدر عسكري إسرائيلي فإن "قناص الخليل" أطلق رصاصة يتيمة اخترقت عنق الجندي "غال كوبي"، من ناحية الحنجرة لتصيبه بجراح خطيرة تؤدي إلى مقتله بعد عدة دقائق. وما يشير إلى حرفية "قناص الخليل" بحسب خبير عسكري اختياره قنص الجندي بطريقة لا يتم فيها العثور على الرصاصة التي مزقت عنق الجندي، حيث اختار القناص عمداً قنص الجندي الذي يقع خلفه مكان مفتوح حتى تواصل الرصاصة طريقها، وبذلك حرم "قناص الخليل" المحققين من خيط مهم في القضية قد يشير إلى نوع البندقية المستخدمة بالهجوم. وبالفعل لم يتم حتى الآن العثور على الرصاصة المستخدمة في الهجوم. ويتطلب تنفيذ عملية قنص مثل التي نفذها "قناص الخليل" بحسب الخبراء العسكريين الإسرائيليين القيام بثلاثة خطوات، الخطوة الأولى هي جمع المعلومات المسبقة عن المكان والهدف الأنسب واللحظة الأفضل لتنفيذ الهجوم، وهذا تحتاج وقت طويل واختيار مُحكم، ثم تنفيذ الهجوم، ثم الانسحاب الآمن، والخطوات الثلاث تشير إلى أن "قناص الخليل" تجاوزها بحرفية عالية، بحسب ما اعترف به خبراء إسرائيليون وسبق ذلك نجاحه أيضا بالحصول والتدرب على السلاح، ما يشير أن العملية أعدت على نار هادئة، وبأعصاب باردة جداً. وكشفت مصادر إعلامية عبرية أن الإجهزة الاستخبارية الإسرائيلية لم تمتلك أي معلومات أو إنذارات حول نية مجموعات أو أفراد فلسطينيين تنفيذ هجمات في البلدة القديمة بالخليل ومع ذلك فإن حالة استنفار سادت أوساط جيش الاحتلال لتأمين حماية المستوطنين الذين كانوا يحتفلون في الحرم الإبراهيمي بعيد العرش اليهودي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.