لم يشفع تجاوزه سن الثمانية والسبعين عاما ولا مشيه المتقطع على عكازتيه، ولا حتى ما أسماه بـ "منزله" بأن يكون سببا لتوقف اعتداء قطعان المغتصبين عليه بشكل متقطع، بعدما تمسك بأرضه رغم كل المغريات والمضايقات . [img=072011/re_1310193344.jpg]فلسطيني يعيش في حافلة منذ 10 سنوات[/img] تحولت قصة الحاج عبد الحسيب زلوم من مدينة الخليل إلى نموذج تنقله وسائل الإعلام لمعاناة سكان المدينة من جيرانهم الإجباريين المغتصبين، فهدم المنزل ومصادرة معظم أرضه لم يكن إلا عاملا جديدا لثباته في أرضه واقعا لا شعارا يتغنى به . [color=red][title]كومة حديد[/title][/color] ففي حافلة عتب عليها الزمن يعيش الحاج زلوم منذ أن هدمت قوات الاحتلال منزله لإجباره على الرحيل وإكمال الاستيلاء على أرضه لمغتصبي أرض"بني نعيم" _ كريات أربع-، حتى تبدو في شكلها كومة حديد بات الصدأ ينخر فيها لكن سرعان ما تشتم رائحة صمود وتراب يجسدها عجوز فلسطيني لم ولن يخرج من أرضه إلا إلى قبره – كما يقول . [img=072011/re_1310193436.jpg]فلسطيني يعيش في حافلة منذ 10 سنوات[/img] بدأت الحكاية كما يروي الحاج عبد الحسيب لـ"فلسطين الأن" قبل أحد عشر عاما عندما هدمت جرافات الاحتلال منزله بحجة البناء دون ترخيص في أرضه، لكنه في الباطن كانت عقابا لرفضه التنازل وبيع الأرض للمغتصبين . ويقول أبو حاتم لـ "فلسطين الآن" وهو من سكان الحي أن قوات الاحتلال صادرت 500 دونم من أراضي المنطقة لمغتصبة "كريات أربع"، هذا فضلا عن مضايقات مغتصبي أرض "خارصينا" أيضا، وإقامة معسكر لقوات "حرس الحدود"، ما جعل الحي بين فكي الاحتلال والمغتصبات . [title]سيدافع عنها بعد موته[/title][color=red][/color] ولم يسلم المنزل -كما يسميه- من اعتداءات المغتصبين رغم أنه كومة حديد، حيث تعرض للتكسير وإلقاء الحجارة من قبل المغتصبين، بهدف الضغط على الحاج زلوم للهجرة وهو ما خابت به ظنونهم . ومازال يوصي أبناءه بأن تبقى الحافلة التي تبرع له بها أحد المحسنين لدعم بقائه في أرضه، حتى أنه أوصى بالدفن في أرضه لكي لا يخرج منها ويبقى مدافعا حتى وهو ميت . [img=072011/re_1310193452.jpg]فلسطيني يعيش في حافلة منذ 10 سنوات[/img] [img=072011/re_1310193513.jpg]فلسطيني يعيش في حافلة منذ 10 سنوات[/img]