17.23°القدس
17.04°رام الله
16.08°الخليل
22.82°غزة
17.23° القدس
رام الله17.04°
الخليل16.08°
غزة22.82°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الجيش المصري يستعد لاجتياح غزة: سيقاومونه بالورود

أخشى أن أفتح جهاز التلفزيون في أي يوم من الأيام أو الاسابيع المقبلة، وأفاجأ بصور حية لقصف الطائرات الحربية المصرية لبعض الأهداف في قطاع غزة، وسط صفير سيارات الاسعاف الحاملة للعشرات من القتلى والجرحى إلى المستشفيات القليلة والخالية من أي أدوية بسبب الحصار الخانق، وهو منظر يذكرنا بالاجتياحات والغارات الاسرائيلية. لا أتمنى شخصيا أن أعيش هذه اللحظة، أو أتابع تفاصيل هذه الكارثة، حتى تظل صورة الجيش المصري الذي خاض حروب العرب جميعا برجولة وبسالة ناصعة في ذهني، وأذهان أكثر من 400 مليون عربي. ابدأ مقالتي بهذه المقدمة التشاؤمية بعد ان قرأت تصريحات منسوبة الى اللواء احمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني هدد فيها باجتياح القطاع، واستخدم فيها لغة لم نسمع بمفرداتها إلا على لسان مسؤولين اسرائيليين. اللواء وصفي قال بالحرف الواحد “أقول لهذه العناصر الجهادية في قطاع غزة، لن نسمح لكم بتكرار أعمالكم الاجرامية في سيناء مرة أخرى وسنقطع أي رأس تحاول تهديد أمن مصر وسلامتها” محذرا من “غضب الجيش المصري” قائلا لا يعتدي على أحد خارج حدوده ولكن اللي بيحاول يمس بلدنا نعرف كيف نؤدبه كويس″. لا اعرف شخصيا حجم التهديد الذي يشكله قطاع غزة المحاصر المجوع على مصر أو جيشها العملاق المزود بأحدث الأسلحة والطائرات الأمريكية، فقوات الأمن المركزي المصرية وحدها يفوق تعدادها كل قاطني القطاع من السكان إن لم يكن أكثر، ناهيك عن تعداد الجيش. فإذا كان الجيش المصري دمر الأنفاق جميعا في الشهرين الماضيين، وأغلق المعبر بالكامل، وأقام منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية بعمق كيلومتر، وحشد المئات من القوات المدعومة بالدبابات والمدرعات على امتدادها، فمن أين وكيف سيأتي الخطر على امن مصر وسلامتها؟ من حق اللواء وصفي ان يحرص على امن بلاده في مواجهة اي اخطار تهددها، من اي جهة جاءت، ولكن ليس من حقه أن يهدد أناس محاصرين مجوعين، ويجعل منهم كبش فداء في حرب ليس لهم اي دور فيها. الجيش المصري يخوض حربا دموية في صحراء سيناء في مواجهة جماعات اسلامية جهادية، ولم يلق القبض على فلسطيني واحد يقاتل في صفوفها، بمعنى آخر الحرب بين جيش مصري وجماعات جهادية مصرية، وعلى ارض مصرية، فلماذا تزوير الحقائق واتهام اناس لا ذنب لهم، وتهديدهم بقطع رؤوسهم؟ الجيش المصري قوة عظمى، يستطيع ان يحتل قطاع غزة في خمس دقائق، ولن يجد من يطلق رصاصة واحدة عليه، لان ابناء القطاع يعتبرونه جيشهم، ومصر امهم، شعبها شقيقهم، هو امتداد لهم، وهم امتداد له. الشعب الفلسطيني، وابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، يواجه منذ نجاح الثورة المصرية العظيمة في اطاحة حكم الرئيس مبارك، حملة تحريض اعلامية ظالمة ضده، تهدف الى تكريه الشعب المصري به، وقضيته العادلة، حملة اعلامية تعتمد على الاكاذيب والفبركات الصحافية، ومن المؤلم ان هذه الحملة اعطت ثمارها المرة، وحققت الكثير من اهدافها، وبات قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا، وتعداده حوالي مليون ونصف المليون انسان، هو الخطر الاكبر على مصر الشقيقة وليس اسرائيل التي تحتل المقدسات، ولا اثيوبيا التي تبني السدود لتجويع اكثر من تسعين مليون مصري لا يستطيعون العيش دون حصتهم من مياه النيل كاملة. بالامس هدد السيد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري بالحرب على قطاع غزة، واليوم يهدد اللواء وصفي قائد الجيش المصري الثاني بقطع رؤوس اهلها، ولم يبق الا ان تجتاح الدبابات المصرية القطاع على غرار ما فعلت اسرائيل عامي 2008 و2012، انه كابوس مرعب لا نريد ان نتصور حدوثه. المقاومة الفلسطينية، وايا كانت هويتها السياسية او العقائدية، ليس لها الا عدو واحد هو اسرائيل، وليس لها الا حليف واحد هم الاشقاء العرب والمسلمون وعلى رأسهم مصر. ختاما نتمنى على قادة الجيش المصري الذي قدم 120 الف شهيد من خيرة ابنائه دفاعا عن قضية فلسطين، وخاض اربعة حروب من اجل نصرتها ان يتذكروا دائما اننا ابناء امة واحدة، وعقيدة واحدة، مثلما نتمنى عليهم ان يستخدموا مفردات ترتقي الى هذه الحقيقة، والى تاريخ مصر وحضارتها وان لا يسمحوا بممارسة عقوبات جماعية على اشقائهم وابناء جلدتهم وعقيدتهم السمحاء، ناهيك عن اجتياح ارضهم، بينما يفرك شالوم يديه فرحا وسعادة