اليوم عرفة ، اليوم يوم الله الأعظم، وغدا يوم النحر، يوم الامتثال لأمر الله، يوم الفداء، يوم إراقة الدماء، يوم التضحية، يوم صلة الرحم ويوم التراحم ويوم الفرح رغم الألم ورغم الضيق ورغم الحصار والتهديد والوعيد سنحتفل بعيد الأضحى المبارك ودمائنا تسيل على ارض الشام في اليرموك ودرعا أو في عرض البحر هروبا من الظالمين أو موتا بسبب الحصار ومنع المرضى من العلاج سواء بمنعهم من السفر أو بمنع الدواء عنهم نتيجة منع وصول قوافل الإغاثة التي كان تحمل الأدوية التي تساعد على الشفاء أو تكون سببا فيه. سنفرح بالعيد وسندخل الفرحة إلى قلوب أحبتنا وأهلنا وأرحامنا وجيراننا ومن يمكن أن نصل إليهم أو نلتقي بهم أو نتواصل معهم بكل الوسائل والطرق المتاحة فلن يمنعنا الحصار أو المحاصرين وسنبقى على نهجنا وعقيدنا وصمودنا ولن يمنعنا عن ذلك إلا الموت وسنغادر مربع الحزن والخوف وسنبقى على ثقتنا بالله ونسلم بقدر الله تسليم المؤمنين الواثقين بأنه قدر كله خير وإن ظاهرة شر وفيه أذى وسنحتسب أمرنا إلى الله عز وجل. اليوم يوم عيد وفي يوم العيد نحن مدعون لمواساة الفقراء والمحتاجين ومن تقطع بهم السبل، نحن مدعون للمسح رؤوس الأيتام، في هذا اليوم صلة الأرحام أوجب من أي يوم من العام، في هذا اليوم زيارة بيوت أهالي الأسرى واجبة على الجميع، وزيارة أهالي الشهداء الذين ضحوا من أجل أن نعيش بكرامة. اليوم يوم عيد، يوم التراحم والتغافر والتصافح والصفح والعفو ونبذ الخلافات والتصالح مع الذات ومع الغير من أجل الله وفي الله بعيدا عن أي حسابات شخصية أو حزبية، يوم الوحدة والتوحد خلف حقوقنا وثوابتنا ومقاومتنا من أجل العودة والتحرير وإقامة الدولة. وحتى لا نطيل ولا ننسى كل عام وانتم بخير، كل عام وانتم إلى الله أقرب، كل عام والشعب الفلسطيني بخير وكل عام والقدس بخير ، كل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير كل عام والأحرار في كل العالم بخير، آملين من الله العلي القدير أن يفرج كربنا ويحقن دماء المسلمين في مصر والشام وفلسطين والعراق وفي كل مكان تراق فيه دماء الأبرياء من المسلمين في اي بقعة من بقاع العالم. كل عام وانتم بخير وندعو الله أن يحفظ علينا عقيدتنا وان يمكنا من الذود عن أرضنا وشعبنا وأن يمكننا من تحرير أرضنا وإعادة شعبنا وتطهير مقدساتنا، وندعو الله أن يجعلنا وشعبنا وأسرانا وجرحانا نحتفل بالعيد القادم في رحاب المسجد الأقصى المبارك وقد تحرر من نير الاحتلال الصهيوني.