كانت "اسرائيل" كلها بجيشها وقوتها تحتار في هل تتفاوض مع حماس أم لا لتحرير جنديها المختطف "جلعاد شاليط"؟!...، وفي نهاية المطاف رضخت هذه القوة بعدما أيقنت أن لا حل سوى المفاوضات، وقبول شروط الخاطفين. صدق المثل القائل "ذلَّ من لاسيف له"، ولولا المقاومة لما تحرر أكثر من ألف أسير احكامهم عالية من سجون الاحتلال، ولن ينفع أي حل سلمي لاطلاق سراحهم... حتى لو جاء أي مفاوض بكل أطباق الحلويات، وأرسل كل الوساطات لكي يطلق سراحهم فلن ينجح لأنه لا يملك قوة ضاغطة، وإن أعطوه تنازلات فبالتأكيد سيكون الأسرى المفرج عنهم من الذين انتهت محكوميتهم، أو من المعتقلين قديماً وقد طعنوا في السن، فلربما سينجح المفاوض الافراج عنهم بعدما يقدم تنازلات كبيرة. شاليط حي اليوم، وفرحة صفقة وفاء الأحرار دخلت كل بيت، لقد أصبح مشهوراً جداً، يعرفه الكبار والصغار، في فلسطين وخارجها، وأصبح رمزاً لرضوخ اسرائيل لشروط المقاومة..... كم من أم أسير انتظرت ابنها عشرات السنين، وكلها أمل؟! تنام الدمعة كل يوم في عينها حتى الصباح! كم من مجاهد ضحى بنفسه في سبيل الله رافضاً الخضوع لتسليم شاليط بلا مقابل؟! كم عانى هذا الشعب من حصار وحرب وقتل وتدمير لكي تنجح الصفقة؟! إنها صفقة الشعب كله، فرحة الشعب كله؟! لن أنسى ذاك اليوم حين وقَفْتُ على معبر رفح بين عشرات الآلاف من البشر ينتظرون باصات الأسرى المحررين أن تدخل! لن أنسى شاشات التلفزة وهي تنقل من كل مكان ومن كل الألوان فرحة الكون بأكمله بتحرير الأسرى؟! معادلة بسيطة لا تحتاج لكثير من الاجتهادات يعلمها المتعلم قبل الجاهل " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" مع أن فضولاً كبيراً يصاحبني في كيفية فشل كل أجهزة الاحتلال الإسرائيلي للكشف عن مكان شاليط؟! وأين كانت تحتجزه المقاومة كل هذه الفترة في بقعة جغرافية لا تتجاوز "شٍبْر وفِتِر"، وما الذي دار في جولات المفاوضات الطويلة بين الاحتلال والمقاومة ؟! من يدخل السرور على قلوبنا هو من يستحق الاحترام أياً كان، فهذا الشعب قد تعب من كثرة الهزائم والآلام ومثل هذه المحطات كانسحاب الاحتلال من غزة, وصفقة شاليط، وحجارة السجيل كفيلة بأن تشحن عزيمته لفترة قادمة ..... ولكني ودَدْتُ أن أعرف ما هو موقف شاليط في هذا اليوم؟!