قدّم أستاذ للدراسات الأمنية والاستراتيجية تفاصيل مذهلة عن نفق كتائب القسام الذي اكتشفه جيش الاحتلال الإسرائيلي ويصل قطاع غزة بمستوطنة العين الثالثة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وقال أستاذ الدراسات الأمنية الاستراتيجية بأكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بغزة د. هشام المغاري عبر صفحته على "فيسبوك"، إنه استجمع خبراته، وبدأت يحسب بعض الأرقام التي تخص نفق المقاومة الذي تم اكتشافه شرق خانيونس. وأوضح أن طول النفاق امتد نحو (2500) متر، ويقدّر عرضه بحسب الفيديو الذي ظهر في وسائل الإعلام نحو (1.2) متراً وارتفاعه نحو (2.2) متراً شاملاً سمك الجدران الخرسانية، أي أن حجمه يبلغ نحو (6600)م3، بما يعني أن كمية الرمال التي تم إخراجها منه تعادل نحو (365) شاحنة. وقال: "ولك أن تتخيّل أن كمية الحفر تعادل نحو (660) ألف (دلو) من الرمال (نحو ثلثي مليون دلو) وكل هذا تم حفره تحت الأرض ونقله يدوياً أو بواسطة معدّات ميكانيكية بسيطة. ولك أن تتخيل أن كل (دلو) منها تحرك تحت الأرض مسافة متوسطها (1250 متراً)، وأضاف "وفيما لو كان المقاوم يحمل في كل مرة (عشرة دلاء) بواسطة آلة ميكانيكية بسيطة، يكون مجموع المسافات التي قُطعت لنقل كمية الرمال ذهاباً وإياباً وإخراجها إلى خارج النفق من جهة خانيونس نحو (165 مليون متر)، أو (165 ألف كيلو متر)، وهذا يعادل طول البحر الأحمر نحو (80) مرة، أو طول المسافة بين رفح والقاهرة نحو (400) مرة". وتابع "وكل هذا فضلاً عن أن النفق تم كساؤه ببلاطات من الخرسانة المسلحة، ولو افترضنا أن عرض البلاطة الواحدة يبلغ نحو (50) سم، فإن رجال المقاومة يكونون قد استخدموا نحو (15) ألف بلاطة للجدران والسقف، كلها تم نقلها إلى داخل النفق مسافة متوسطها (1250) متر. أي أن المسافة التي تم قطعها لنقل البلاطات ذهاباً وإياباً تبلغ نحو (18 ألف) كيلو متر، وهي تعادل طول البحر الأحمر نحو (9) مرات، أو طول المسافة بين رفح والقاهرة نحو (46) مرة، فضلاً عن أعمال الحفر والتركيب". وعقب د. المغاري على تلك الإحصائيات بالقول: "يجب أن يعلم فريق المفاوضات الفلسطيني أن الإفراج عن الأسرى لا يأتي إلا بمثل هذا الجهد الأسطوري، الذي لم يستعدّوا له ولا يقدرون عليه، وأن إسرائيل لن تُفرج عن الأسرى على طاولة مفاوضات مليئة بأشكال الزينة، والضحكات الصاخبة، والمأكولات والمشروبات بأنواعها". وأضاف "أما شعبنا البطل فيجب أن يعرف من هم الذين يضحّون من أجله، في مقابل أناس همّهم الضحك والأكل والشرب والجلسات الفارهة، والتنقل من بلد إلى بلد، والجلوس على أبواب الحكام يتسوّلونهم وستجدونهم". وقال إن هذا الجهد يجب أن يعيد الأمل إلى نفوس الأسرى، "فهم في ضمير الشعب والمقاومة، ولن يتخلى رجالها عنهم مهما كلفهم ذلك من جهد وتضحيات وأموال". ولفت إلى أن قادة الاحتلال وأمنية يجب أن يدركوا أنهم أمام أبطال لم يعرف التاريخ مثلهم، وتعجز موسوعة غينس عن تسجيل أرقامهم وإنجازاتهم، وأنهم لن يكلّوا أو يملّوا أو يستريحوا حتى يفرجوا عن جميع أسراهم. وكانت جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، الأحد (13/10)، اكتشاف نفق للمقاومة شرق مدينة خانيونس يصل إلى مستوطنة العين الثالثة، مشيراً إلى أنه نفق استراتيجي يمكن كتيبة كاملة من التسلل إلى عمق الأراضي المحتلة. وتبنى الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة النفق رسمياً، أمس الأحد، وقال إنَّ "هذا النفق حفر بأيدي مجاهدي القسام، وإن عيونهم لم ولن تنام عن ضرب المحتل وخطف الجنود". وأضاف أن قضية الأسرى وضعت على رأس أولويات كتائب القسام وحرب "حجارة السجيل" خير دليل على إعداد المقاومة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.