23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: "المهم القبضة"

"المهم القبضة" لقد أصبح هذا شعار آلاف الموظفين الحكوميين والقطاع الخاص، فلا يعنيهم كثيراً مدى الانتاجية التي يقدمونها بقدر ما تعني لهم سبع ساعات من الدوام الرسمي، وبهذا يشبهون الخيَّاطين أو عمال المصانع بالضبط، مع أن أغلبهم لا يحتاج دوام حرفي لسبع ساعات، فطبيعة عملهم تتطلب المرونة، ما أن تنتهي ساعات العمل حتى ينتهي معها الدوام و"كل عام وأنتم بألف خير". قرأت ذات مرة احصائية دولية دقيقة عن مدى انتاجية المواطن العربي مقارنة بالمواطن الكندي على سبيل المثال، فكانت انتاجية المواطن العربي ربع ساعة يومياً في أحسن الأحوال، وفي جميع الدول العربية لم تتجاوز الانتاجية خمس دقائق في اليوم، أما نظيره الكندي فتتجاوز انتاجيته الخمس وأربعين دقيقة يومياً. حين سألت "أبو يزن" ماذا يفعل الموظفون الحكوميون حين تنتهي الخمس دقائق المخصصة للإنتاجية يومياً؟! قال لي: "بِيْقَصْعوا قَمِلْ"، هم يعرفون أن الرواتب تأتي على شكل مساعدات من الخارج، فغير مهم الإنتاجية بقدر أهمية المساعدات، وترى الموظفين آخر الشهر يصطفون طوابيراً أمام البنك لتقاضي رواتبهم، وأمامهم شرطي ببزته الشرطية، لمنع أي منهم من الخروج خارج الصف وإلا "رَاحْ دُورُه"، ولا تنسى أن الوقوف أمام البنك تخصم من ساعات الدوام الرسمية.... هم يعلمون أن فواتير المياه والكهرباء تخصم من المساعدات القادمة من الخارج للحكومتين، وبالتالي يدفعونها من خمس دقائق الانتاجية، ويعلمون أيضاً أن دراستهم الجامعية لا تتعلق بطبيعة عملهم، ولا وجود لمَثَلْ "الرجل المناسب في المكان المناسب" وقد يكون مديرك في العمل أنهى دراسته الجامعية في تخصص غريب خفيف الظل، كتخصص الإرشاد النفسي، أو تخصص أصول الدين، بمعدل 60% يَقِلْ أو يزيد قليلاً، فلذلك لا وجود للكفاءة في التخصص، وهنا تلعب الأقدمية والرتبة التنظيمية دوراً مهماً في العمل والمنصب، ولن ننسى كيف تحَوَّل كثير من قيادات الثورة والقتال في الخارج إلى قيادات مكاتب وبرتب عالية، بالرغم أن بعضهم لا يعرف "الألف من كوز الذرة". علينا اعادة تقييم مدى إنتاجية الموظفين، واعادة النظر في آلاف الخطط الاقتصادية والتنموية التي تعفَّنت على الرفوف دون مراجعتها أو العمل بمقتضاها –على الأقل- وأصبح أهم شيء أن يأتي الموظف الساعة الثامنة تماماً لمكتبه، وإن تأخر قليلاً فسيحاسب حساباً عسيراً، فالشؤون الإدارية ما هي إلا "نزاعة للشوى"، لذلك "أبُوسْ إيديكم" بلاش تقتلوا الروح المعنوية في موظفينا، وآلية العمل، ولا تُحَكِّموا بعض السفهاء فينا دون عِلْمِكًم وفي النهاية الأمر مَنُوطْ بإدارة المؤسسة، و"سلِّمْ لي على إدارة المؤسسة". [title]-طيِّب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق-[/title]