تزداد أطماع المستوطنين في الخليل التي يعتبرونها قسما لا يمكن "التنازل" عنه لما تشكل في "أرض الآباء" المزعومة، وتبدو حركة الاستيطان فيها أكثر نشاطا باستمرار من خلال محاولات التمدد في البلدة القديمة ومحيط المسجد الإبراهيمي. وكانت آخر محاولاتهم البدء في إعادة ترميم منزل قريب جدا من المسجد الإبراهيمي ولا يبعد عنه سوى أمتار تعود ملكيته لعائلة "البديري"، وقام مستوطنون بتركيب باب جديد للمنزل الذي يصنف أنه وقف إسلامي ضمن وقف المسجد الإبراهيمي. وتفيد معلومات خاصة لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن المنزل مهجور منذ عشرات السنين وتعود ملكيته لرجل كبير في السن من عائلة البديري يقيم حاليا في مدينة القدس المحتلة، ولم يحضر للمدينة منذ زمن طويل، لكنه مازال يملك أوراق "الطابو" التي تثبت أن هذا المنزل وقف شرعي للعائلة، وهو ضمن حدود ما تعرف بـ"وقف إبراهيم الخليل" التي تشمل محيط المسجد الإبراهيمي. وخلال التدقيق في قضية استيلاء المستوطنين على المنازل المحيطة بالمسجد الإبراهيمي، كشفت مصادر محلية لـ[color=red]"فلسطين الآن" [/color]أن المستوطنين يسعون بكل الطرق منذ فترة طويلة للاستيلاء وشراء أي منزل قريب من المسجد بهدف تعزيز السيطرة عليه والتمدد العمراني السرطاني في البلدة القديمة من الجهة الغربية. وتبين خلال المتابعة أنه قبل شهر على الأقل تم الكشف عن محاولة عائلة فلسطينية فقيرة تقيم في أحد المنازل المحيط بالمسجد، ولا تبعد عنه سوى أمتار حاولت الترويج لبيع منزلها وترك البلدة القديمة، قبل أن يتم كشف الصفقة وتحويل المتهمين فيها للمحاكمة، التي ما زالت أوراقها في مرحلة التدقيق والتأكد. ويقول مواطنون في المنطقة المعروفة بساحة الحرم الإبراهيمي أن سماسرة ومستوطنين عرضوا عدة مرات مبالغ وامتيازات كبيرة على سكان من المشرفين عن البوابات الرئيسية للمسجد بهدف شرائها، لكنهم لم ينجحوا حتى وقت قريب. ويقع المنزل الذي تمت إعادة ترميم بوابته الرئيسية من قبل المستوطنين على البوابة التي تقوم سلطات الاحتلال بالتحكم فيها من خلال إغلاقها في أيام وفتحها في أخرى، ويتواجد بها سيارات لشرطة الاحتلال وقوات "حرس الحدود". وتزامن الاستيلاء الذي شمل أيضا إدخال أثاث محدود وأعمال تصليح وترميم لبعض جدران وأرضية البيت، مع قيام مستوطنين في منطقة "خربة جالس" بالمنطقة الشرقية للمدينة بإتمام بناء نواة بؤرة استيطانية بزعامة نجل مرتكب مجزرة حرم الخليل باروخ غولدشتاين. وتواصل أفعى الاستيطان التمدد في أحياء الخليل ومنازلها لتصل إلى حالة من الموت البطيء تتحول فيها المدينة إلى مستوطنة كبيرة.